الأربعاء، 11 أغسطس 2010

العَرجَا لي مُرَاحا

واسطة خير
عباس الحاج الامين
العَرجَا لي مُرَاحا
سلام.. صديق التعارف الثقافي عموماً.. وصديق الصفحة الفولكلورية على وجه التخصيص.. سلام واشتياقات بعد طول انقطاع دام زهاء الأشهر الثلاثة، وها نحن نعود لنستأنف عرى التعارف والود والمحبة والسلام، متعاهدين على ألا تنفصم هذه العرى تارة أخرى.
والحق أنني بعد أن أمسكت بالقلم لأكتب كلمات اعتذار وتوضيح وبيان لأسباب هذا الانقطاع، تراءت أمامي كثير من العبارات التي تقال في مثل هذا المقام من قبيل (العود أحمد) و(عدنا) و(رجعنالكم) وغيرها من عبارات رأيت أنها مستهلكة وممجوجة، وأخيراً استقر رأيي بأن أقول لكم هذا المثل الشعبي العميق الدلالة (العرجا لي مُراحا).
على الرغم من أن مضرب المثل من مقامات الذم ومواقف خيبة الأمل، كما هو بادٍ، لكن عمدت إلى استخدامه هنا لعدة أسباب: أولها، أن هذه الصفحة (أعني الصفحة الفولكلورية) بما تتضمن من موادٍ تشي عن التنوع الثقافي والتعدد الإثني في السودان وتكشف عن هذا الثراء- بجهد المقل- إلا أنه، مع الأسف الأسيف، أن كثيراً من أصحاب النظرة الأحادية، والهوى الاستعلائي العرقي والثقافي يرمقها بعين السخط التي لا تبدي سوى المساوئ.
ثانيها: أصف عودة هذه الصفحة بعودة تلك العرجاء، التي لا محالة- آئبة إلى قطيعها وسربها وأخواتها وأمهاتها، وأظن أن هذا تشبه في محلّه، وذلك لأنني ومنذ زمان بعيد قبل ولادة هذه الصفحة، بين صحائف هذه الصحيفة (أجراس الحرية) كنت أمني النفس بتخصيص صفحة فولكلورية في واحد من الملفات الثقافية التي تزخر بها كل صحفنا السودانية، وطفقت أعرض الفكرة على هذه الصحيفة ثم على تلك وهكذا، ولا أجد سوى الرفض أو التردد أو إنكار الفكرة أصلاً، وأخيراً، بصدور هذه الصحيفة وباحتوائها لهذا الملف الثقافي المميز (تعارف)- وجدت الصفحة الفولكلورية طريقاً إلى الوجود، وذلك لأن فلسفة الملف القائمة أصلاً على التعارف الثقافي الذي من شأنه أن يفضي إلى تواصل إنساني ثم تفاعل ثم انصهار تام بين ناس هذا الوطن الحبيب، ولا يفوتني هنا أن أشير إلى موقف الصديق المبدع أبكر آدم إسماعيل الصلب، وإلى قناعته الراسخة بأهمية هذه الصفحة، ومن ثم دعمه المعنوي لاستمرارها حتى بعد أن هجر الصحيفة كلية.
ثالثها: إن كنا نؤمن دوماً، من زمانٍ، على أهمية أن نعرف بعضنا، كسودانيين، متخذين من الثقافة مدخلاً لهذا التعارف، ومن الفولكلور مطية لهذا المدخل، فإننا لا زلنا نعضد على هذا الإيمان بالنواجذ، ونصُّر على ذلك، وندلي بدلونا، على ضيقه، علنا نضيف لبحر التمازج الثقافي الاجتماعي دلقة، في زمن ولع فيه المتطرفون بزيادة الطين بِلَّة.
مرحى بكم، وفعلاً (العرجا لي مراحا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق