الثلاثاء، 17 أغسطس 2010

في ندوّة كتاب مهارب المبدعين بمركز الخاتم عدلان

في ندوّة كتاب مهارب المبدعين بمركز الخاتم عدلان
استخدم الكاتب مناهج بحث متداخلة وتناول القضايا بصورة شامله
رصد: راشد عبد الوهاب
أقام مركز الخاتم عدلان يوم الأربعاء الماضي، ندوة لنقاش كتاب مهارب المبدعين للدكتور النور حمد، تحدّث في الندوّة كل من د. محمد الواثق، وبروفيسور عصام البوشى، و أدار الندوة الأستاذ عبد الله صديق البشير الذي بدأ حديثه متجولاً بالحضور حول فصول الكتاب، بعدها تحدّث عن الهرُوب محاولاً تتبع تمظهراته، ومسبباته التي وصفها بأنها عبارة عن عوامل كثيرة تداخلت لتؤدى إلى هذا الهرب، منها حالة الخنق الثقافي، والكبت، وأضاف:(أنعكس الهرب بطبيعة الحال على واقع الإبداع، وعبّر عنه هؤلاء المبدعين، في شتى ضروب إبداعهم، كما وصف عبد الله البشير الكتاب بأنه نقد للعقل الثقافي السائد)، وعن المنهج المستخدم يقول: (الكاتب استخدم مناهج بحث متداخلة منها المنهج المقارن، والمنهج التاريخي، وغيرها، وقد استطاع عبرها أن يتناول القضايا بصوره شامله).
بعدها تحدّث الدكتور النور حمد عن فكره الكتاب، موضحاً انه يُمثل بعض المفاتيح التي تُثير مباحث مهمة، يجب مناقشتها بالشجاعة والوعي الكافي، مشيراً الى أنّ ذلك هو ما أتسم به الكتاب، اضافة للجرأة في تناوله بالنقاش للمسكوت عنه, كما تحدّث عن فكره الهرب مشيراً أنها واتته من خلال متابعته ومشاركته لنقاش دار في موقع سودانيز اون لاين، وقال كان الحديث فيه عن الآفروعروبية، وأضاف أنّ ما أورده الدكتور عبد الله على إبراهيم القائل بأن:( المثقفين كي يبرروا حوجتهم إلى إشباع بعض الشغف إختاروا الهروب إلى الجنوب، وذلك بابتداعهم لمكون زنجي متخيل ذهنيا لثقافتهم، والهرب هنا لم يكن للجنوب فقط بل كان الهرب من طرف قابض إلى طرف متسامح مثل البادية الغربية كما في حاله محمد سعيد العباسي).
تحدّث د.محمد الواثق عن الكتاب واصفاً ايّاه بالمتعدد المواضيع، وكثير التفاصيل، واضاف قائلاً:( انّ أحد المعالم البارزة التي يدور حولها الكتاب تتمثل في ما يسمى الاحتلال التركى المصرى، الذى استجلب المؤسسة الدينية التركية وتحكمت في السودان، وقام الكاتب بنسب الكبت إليها بجميع أشكاله وهى "ثيمة – موضوعة" تكررت كثيراً في الكتاب)، كما تحدّث عن موضوع الهرب عند الشعراء مثل العباسي، الناصر قريب الله، محمد المهدي المجذوب، وعرّج الكتاب على المرأة كثيرا واصفاً ايّاها بالمتحررة في الريف والمتحجبة والمُحجبة في المُدن، وواصل الواثق قائلاً:(ابتدأ الكتاب بمسألة الهرب، مشكلاً تساؤلاً مفاده أنْ الهرب هل يعنى الانعزال أم الانسحاب، وهل هو إلى الداخل ام يقصد به الفرار), وواصل قائلاً:( وما أزعجني هو ما جاء في التصدير وما يؤيده فيه الكاتب أن الهرب يؤخذ على هؤلاء المبدعين الذين لو صمدوا لغيروا الواقع وجعلوه قادرا على استيعاب سقفهم ولعلّ الشعراء هم الذين مهدوا لكل الثورات التي قامت في هذه البلد) بعدها تناول الواثق موضوع الأتراك قائلا ً:( هل كان ذلك استعماراً، أم أن السودان في تلك الفترة كان ضمن منظومة الدولة الإسلاميّة وعاصمتها في اسطنبول), وواصل قائلاً:( الأمر ليس استعماراً إنما هو خلافة إسلاميه تتنقل عاصمتها من دمشق وبغداد إلى اسطنبول، الحديث عن استعمار تركي ظهر حديثاً) وكما وجّه نقداً حول نقطة الفقه التركي قائلاً:( يتناول الكاتب ما يسميه بالفقه التركي أو فقه المؤسسة الدينية التركية، لكن لا وجود للفقه التركي، إنما هنالك فقه سني وفقه شيعي، والأتراك كانوا يقتلون خصومهم لتثبيت أركان حُكمهم وكانوا يطلبون بعض الفقهاء ليبرروا لهم هذا الفعل).
بعدها تحدَّث بروفيسور عصام البوشى واصفا الكتاب بأنه تحليلٌ نفسي لواقع الأزمة في السودان من حيث دراسته للأشخاص الوارد ذكرهم قالاً:( الكاتب يذكرني بـ"بابكر بدري" خاصة في جرئته لتناول قضيّة المرأة، ومسألة الوصف الحسي لها في الشعر السودانيى خاصّة اشعار الحقيبة)، كما تحدّث البوشى ايضاً عن ظاهرة الاستلاب الثقافي في جيل الرواد، ممثلاً لذلك بتعلّق المحجوب بلبنان، على الرغم من أن لبنان كانت ترفُض انضمام السودان الى جامعة الدول العربية، ووصف في ختام حديثه الكتاب بأنه محاوله لتسليط الضوء على ما لم نعتد أن نناقشه بالوضوح والوعي والشجاعة الكافية.
بعدها فُتحت الفرص للمداخلات التي اتفقت جميعها على أهمية موضوع الكتاب، كما وصفه الكثير من المتداخلين بأنه إضافة حقيقية للمكتبة السودانية، وقالوا انه سيشغل الدوائر الثقافية في السودان لفترة طويلة؛ لما يفتحه من مداخل للنقاش. كذلك كان لبعض المتداخلين عدد من التحفُظات مثل النبرة الوثوقية الحاسمة لدي الكاتب في الفرضيات التي طرحها، وأن الكتاب تحرّك في نماذج محددة ينتمي معظمها إلى ثقافة واحدة الأمر الذي أوضحه د. النور حمد في رده على المداخلات بأنه قد أشار إلى ذلك في الكتاب، وأن الكتاب يتناول الإطار الجغرافي الشمالي الأوسط من سودان وادي النيل، وبالتالي يتناول الذين تأثروا بالثقافة العربية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق