الخميس، 26 أغسطس 2010

جلسة نقاش حول مُذكرات "استلانسلاوس بيساما"

نظمها إتحاد الكُتّاب السودانيِّين
جلسة نقاش حول مُذكرات "استلانسلاوس بيساما"
تعارف ثقافي: محمد عبد العظيم
"نحن نمر بلحظة تاريخيّة سنحتاج فيها إلي تأشيرة لدخول جزء حبيب من أرض الوطن بعد فترة وجيزة".
هذا ما ابتدر به السفير جمال محمد إبراهيم حديثه في الندوة التي أقامها إتحاد الكتاب السودانيين مساء الأربعاء الماضي، والتي جاءت بعنوان: (مذكرات إستلانسلاوس بيساما)، وأشار السفير لمذكرات إستلانسلاوس بيساما بأنها جاءت تحمل عنواناً صادماً: (العبد الذي صار وزيراً)، وقال:(على الرغم من صغر حجم الكتاب، إلا أنه لم يجد حضوراً داخل المكتبات، وأغلب الناس لم يطلعوا عليه)، وواصل قائلاً:(نحن اليوم نتحدَّث عن شخصية عظيمة، فهو أوّل وزير من إقليم جنوب السودان، ترك السياسة لثلاثين عاماً بعدما أُجبر على ترك وزارة النقل لأسباب لم ترد لا في مذكراته ولا في أي مكان آخر). وقام بتقديم هذه المذكرات مولانا أبيل ألير .
ستلانسلاوس بيساما من مواليد إقليم دارفور في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، عاش حياة مليئة بالمفاجآت إلي أن انتهى به المطاف في مدينة واو؛ حيث تلقى تعليمه في إحدى المدارس التبشيرية، وأصبح أحد القادة السياسيين، بعد تأسيسه مع آخرين أول حزب سياسي في جنوب السودان "حزب الجنوبيين الأحرار"، وكان حينها معلماً، وقد تم اختياره من ضمن ثلاثة عشر شخصاً في مؤتمر جوبا وذلك في العام 1948، وكان أحد أعضاء البرلمان السوداني في العام 1953، فضلاً عن أنّه كان قائدا عظيما.
بعدها تحدّث سليمان الأمين قائلاً (ترجمت جزءاً كبيراً من هذه المذكرات، وأثناء قراءتي لها تذكرت مقدمة كتاب الجذور). وفي قراءة لترجمته قال: (مات القيادي ستلانسلاوس بهدوءٍ تام في منزله بمدينة واو، في 28/12/1987، وهو أحد القيادات السياسيّة في الجنوب قبل وبعد الاستقلال الإداري، وصحيحٌ أنه تقاعد باكراً كقائد سياسي في العام 1960، لكنه ظل بعد ذلك ملهما لعدد كبير من القادة السياسيين، وقد ظل يداوم علي نشاطه في الكنيسة الكاثوليكية إلي أن وافته المنية في العام 1987م)، وواصل في سيرة استلانسلاوس قائلاً:( ولد إستلانسلاوس في منطقة "كافي كنجي" جنوب غرب دارفور وكان والده "فكي" وكان يعمل حداداً، وقد عاش إستلانسلاوس طفولته في قرية "يانرلي"، توفي والده في إحدى غارات "العرب" على المنطقة وقد كانت هناك معارك كثيرة بين الفور والعرب في ذلك الحين، وفي إحدى تلك الغارات خرج إستلانسلاوس من قريته على غير هدى وتحت الطلقات النارية إلي أن انتهى به المطاف على ظهر حمار وجده على قارعة الطريق أوصله إلي ضفة نهر لم يعرفه، وبينما هو يفكر في كيفية عبور ذلك النهر ناداه رجل باسمه "عبد الله" وقد كان أحد "العرب" قال له لقد عاقبني الله وأخذ كل أولادي ستكون بأمان سآخذك إلي السلطان علي دينار ليرسلك إلي أهلك، وبينما هو في معسكر "العرب" خرج عليه رجل من خلف شجرة يحمل سكيناً في يده وقد هدده بالقتل إذا صرخ، أخذه ذلك الرجل إلي بيته حيث كان يحتجز فتاتين وقد كانتا مقيدتين وكان ينوي بيعهم جميعاً، نجح إستلانسلاوس في الهرب وتم أخذه إلي "الزبطية" أو الشرطة حيث تم ابتعاثه إلي إحدى المدارس التبشيرية في مدينة واو)، ويواصل سليمان قائلا: (يتضح لنا أن الأب إستلانسلاوس لم يكن عبداً في أي مرحلة من مراحل حياته، والكلمة هنا في إطار المجاز ليس إلا وإنما تم خطفه)، كما أشار إلي أن الأب إستلانسلاوس كان يحمل اسم (عبد الله كجك أسامه هارون) في صغره.
بعدها طرحت في مداخلات الحضور عدداً من الأسئلة حول حياة "إستلانسلاوس" ومن أين حصل على هذا الاسم، ولماذا لم يبحث عن أسرته بعدما أكمل تعليمه، ولماذا لم يُحدِّد من هم هؤلاء "العرب"، وأضاف أحد المداخلين أن الأب إستلانسلاوس كان يزور إحدى أقربائه في مدينة الخرطوم ويُعتقد أنها كانت أخته.
وفي رد سليمان الأمين علي المداخلات قال: (أن هذا الاسم، كان لقس في الكنسية التي تبنته

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق