الأحد، 5 سبتمبر 2010

بورتريه



مارين سوريسكو/ Marin Sorescu
شاعر وروائي وكاتب مسرحي روماني، ولد في حي بولزيستي في العام 1936م، له عضوية في عدد من الفعاليات العالمية مثل أكاديمية مالارمي بباريس وبرنامج الكتابة العامي بجامعة أيوا بالولايات المتحدة.
حاز على الميدالية الذهبية في الشعر في نابولي بإيطاليا، كما حاز على جائزة الأكاديمية الرومانية للدراما، ونال جائزة إتحاد الكتاب الرومانيين 6 مرات في الدراما والشعر والنقد الأدبي، توفى في العام 1996 في العاصمة الرومانية بخارست بسبب سكتة قلبية.

العلمانية في منتدى إيهاب طه

ـ العلمانية هي رصد وفحص لطريقة فهم العقل ومن ثم منحة القيمة والمعنى
ـ التفكير العلماني تفكير منفتح على المتغيرات

ـ للوصول إلي نظام مفتوح ومتعدد المشروعية يجب إزاحة القداسة عن السلطة

أقام منتدى إيهاب طه، في مساء يوم الثلاثاء الماضي بدار حزب المؤتمر السوداني، منتدى بعنوان: (العلمانية)، وجاءت الندوة التي تحدث فيها عبد الرحمن عثمان عبودي، وناقش فيها طرق التفكير التي قال أن البعض ركن علي تداولها باعتبارها مسلمات ولم تنجوا من ذلك حتى العلمانية نفسها، وأشار عبودي إلي انه يجب النظر إلي العلمانية بوصفها حركة تهدف للخروج من نظام البداهات، وبوصفها أحد منجزات الحداثة؛ المناط بها تغيير طرق التفكير القديمة.

رصد : محمد دارقيل

ابتدر عبودي حديثه قائلاً: لا يمكن الحديث عن العلمانية بمعزل عن تاريخ نشأتها، وتطورها، وبالتالي تصبح مراجعة العلمانية في صياغها التاريخي واللغوي والمعرفي والمجتمعي؛ ليس هو بحث في تطورها أو حتي تطور في المؤسسات التي عملت على حراسة وتطور الثورات التي نشأت داعمة أو رافضة للعمانية، بيد أنّ العلمانية هي رصد وفحص لطريقة فهم العقل الإنساني ومن ثم منحه القيمة والمعنى.
ويضيف عبودي قائلاً: (لا تختلف العلمانية عن بقية العلوم الإنسانية الأخرى، ويُمكن القول بأن فكرة العلمانية هي اللحظة التي أقام فيها العالم الإنساني قطيعة بين أنظمة تحكم العالم القديم، وأنظمة تحكم العالم الحديث المتصور.. المتطلع له، فهذا القطع بين ما "قبل" وما "بعد" ليس حدثاً حقيقيا،ً بقدر ماهو حدث مفاهيمي، وحدث في التفكير).
وأستدل علي ذلك بقوله: ( مثلاً يقوم الناس بإرجاع شعارات الحداثة إلي الثورة الفرنسية، لكن حينما قام الفرنسيين بهذه الثورة، لم يكونوا يتحدثون عن ثورة علمية ومفاهيمية، ولا لشيء ذا صلة بمنتجات الثورة الفرنسية، ولكن كان الفرنسيين يتحدثون عن تحديد سلطة الكنيسة ورجال الدين، وبالتالي لم يكن حينها مفهوم الثورة الفرنسية بذلك الأتساع الذي نفهمه به اليوم، وما حدث هو ان المخيلة الإنسانية جعلته حدثاً ملهماً ومحركاً لثورات التحرر، وما يمكن فهمة من ذلك أن هناك إرادة إنسانية ما تقوم بقطيعة بين ما "قبل" وما "بعد".
ويواصل حديثه قائلاً: (أعتاد معظمنا الحديث عن العلمانية في إطارها السياسي، باعتبارها فصل للدين عن الدولة، أو التمييز بين ما هو ديني وما هو دنيوي، ولأن السودان يُعد أحد دول العالم الثالث، وما تزال تتحكم به بنية صارمة سنسميها هنا إجرائياً الأبنية المتعالية (=الدم، القربى، العرق، الدين...إلخ)، وبالتالي يصبح حديث البعض عن العلمانية بأنها فصل الدين عن الدولة، لا تعدو أكثر من كونها طريقة مريحة في التفكير؛ باعتبارها تضع تمييز وهوية صارمة بين ما هو ديني وما هو دنيوي، دونما تداخل، وهذا نمط تفكير خالص ونقي ويشبه إلي حد كبير التفكير الأسطوري في بواكير الفكر الإنساني، في خلقه لحدود صارمة وفاصلة متخيلة وليس لها وجود، لكن أبسط مطالعة لموضوع العلمانية نجد أنها لم تبدأ في الحقول العلمية، بل بدأت من داخل الحقل الديني، والبعض يردها لـ"مارتن لوثر" واعتراضاته الـ"112" على الكنيسة الكاثوليكية والبابا، ويردها آخرون إلي بدايات حركة النقد التاريخي واللغوي (=الفينولوجي) للكتاب المقدس، والتي قامت قبل مارتن لوثر بمائتي عام، وهي بحث في معقولية النص الديني ومشروعيته، وكانت تهدف لإيجاد مجال جديد للمعنى، ففي تلك الفترة كان للعالم المسيحي إلهيين، وعلى العلماء أداء القسم أمام الكنيسة، وأن لا يأتوا بشيء مخالف للكتاب المقدس وأرسطو، فهذه الحركة وضعت معقولية ومشروعية الكتاب المقدس في العالم القديم على المحك، وحركة النقد التاريخي واللغوي ابتدرها عالمان هما (أوريل داكوستا) و(بارخ إسبينوزا)، وبدأت هذه الحركة في محاولة لفحص فكرة الحدث الإنساني داخل النص الديني، وعلى بساطة هذه الفكرة وضعت كل القصص في العهد القديم محل نظر وطرحت ملايين الأسئلة، فالعلوم الإنسانية لم تكن قادرة على إيجاد تفسير منطقي لهذه النصوص، مما جعل الحدث داخل النص الديني لا يشبه بأي حال الحدث داخل الحياة الطبيعية للبشر، فوصلوا لأن هناك مستويات للمعنى داخل النص الديني، وبالاستناد علي ذلك قال أوريل داكوستا وبارخ إسبينوزا أن المستوى المباشر أو المستوى الحرفي الذي يظهر للعيان ليس هو المستوى الوحيد وإنما هناك مستوى أعمق للنص الديني).
وفي تعريفه للعلمانية يقول عبودي: (يمكن أن نعرفها باعتبارها حركة للخروج من نظام البداهات، بدلاً من كونها قطيعة بين ما هو قديم وجديد).
ويضيف: (من خلال التعريف السابق للعلمانية ـ وهو تعريف إجرائي ـ نخلص بأنه يجب أن نتخلص من التعالي المضروب حول العلمانية والنظر إليها كمخلص بقدر ما هي طريق لإيجاد حلول لإشكالات مجتمعاتنا، ونستطيع الإجابة عن أكثر الأسئلة إحراجاً وهي أن هناك حكام علمانيين كانوا أكثر صلفاً وظلماً من الكنيسة في قمة عهدها الاستبدادي؛ فبدلاً من القول عن أن الخطأ يكمن في تطبيق العلمانية وكأنما هناك فصل وقع بين التنظير والتطبيق، يمكن الإجابة ببساطة أن أي فكرة بشرية تنطوي بالضرورة على أخطاء تظهر في التطبيق. والتفكير بطريقة الخروج من نظام البداهات، يفضي بنا للخروج من مأزق تلك الأخطاء.
وتساءل بعدها عبودي: (لماذا نحن بحاجة لإعادة النظر في كل تفاصيل حياتنا)، وأجاب بدوره قائلاً: (نحن جزء من عالم كبير، ولا تحكمه معاني نهائية للأشياء على عكس الأبنية المتعالية التي تتحكم في مجتمعاتنا، وبالضرورة ليس هناك شيء كلي وثابت يحكم البشر؛ وإنما هناك تغاير في الحياة، وبالتالي في تعريفنا لذواتنا وتعريفنا للآخر، وفي صراعنا مع هذه الأبنية نحتاج للحديث عن العلمية، وكما عرف الأوربيين الثورة العلمية بإزاحتها للسحر عن العالم، وإحلال مبدأ العلم مكان الكنيسة والله، فبدلاً من تعريف الجنون باعتباره أرواح شريرة تعبث بالعقل البشري، حل تعريف للجنون باعتباره خلل فسيولوجي في الموصلات العصبية للنظام الكهربي للمخ، فهذا التحول فتح مجالات كثيرة للعقل الإنساني لم تكن متاحة من قبل، وطالما كانت المعرفة محتكرة على فئة محددة من المؤسسات وبإجراءات صارمة جدا بدأ الانفتاح نحو الإنسان، ففي موجهتنا للأبنية المتعالية علينا أولاً مواجهة ذواتنا، فالتفكير العلماني تفكير منفتح على المتغيرات، ومنفتح على كل ما هو جديد، فيجب إزاحة القداسة عن السلطة لنصل إلى نظام مفتوح ومختلف ومتعدد المشروعية، فالأشياء لا تجري خارج الإطار الإنساني ولا تعمل بلوغوس ثابت، ولا يجب أن ننظر لذواتنا كذوات خالصة وإنما يجب أن نتعهدها بالتفكير النقدي كما الآخرين، في نفس الوقت هذه العملية تجعلنا بمنأى عن التفكير الثنائي والتضاد والقسمات الكبرى، فليس هناك عقل علماني خالص كما ليس هناك عقل ديني خالص، فمثلاً الفاتكان كمقاطعة محكومة بمطلق سلطات الكنيسة الكاثوليكية قامت بنقد التراث المسيحي الذي لا يسمح بتداول المخطوطات التاريخية إلا على فئة القساوسة، وهذا تفكير علماني داخل العقل الديني.
وفي ختام حديثه عن العلمانيه قال: (ما يبعدنا عن المتعاليات هو صيرورة النقد بحيث لا نُعّرف العلمانية بمجوعة من النصوص التي لا يجب الخروج عنها، وإنما هي فتح المجال العام على التعدد والاختلاف والمغايرة).

هاشم صديق يحكي عن أسرته وتجربته مع نصوصه الشعرية

في جلسة المؤانسة بمركز الخاتم عدلان
هاشم صديق يحكي عن أسرته وتجربته مع نصوصه الشعرية
رصد: راشد عبد الوهاب
في أمسية الاثنين الثالث والعشرون من أغسطس الجاري، أقام مركز الخاتم عدلان للاستنارة والتنمية البشرية، جلسة مؤانسة أستضاف فيها الشاعر هاشم صديق، وقدم الأمسية الشاعر كمال الجزولي.
بدأ مقدم الأمسية، كمال الجزولي حديثه، معرفا عن فكرة المؤانسة، وأبان أنها تقوم على عدد من الأسئلة، من نوع الأُنس الخفيف، دون أن تفقد الفكرة المراد توصيلها شيء من رصانتها، ويضيف: (سنحاول أن نستنطق هاشم صديق، في جوانب فكرية وشخصية من تكوينه، مشيراً إلى ان هاشم لديه عدد من النصوص الشعرية الرصينة المكتوبة بما أسماها كمال الجزولي عربي أمدرمان، المنتشر بحسب وصفه في الوسط والشمال النيلي، ويرى كمال أن هاشم تأثر كثيراً بوالده وبالبيئة التي نشأ فيها، وذكّر كمال الحضور بأن هاشم اسمه أصلاً عبد الرحيم وطلب منه توضيح هذا الأمر.
ابتدر هاشم حديثه قائلاً: (سُئلت سابقا في مقابلة تلفزيونية، وقيل لي أنني من الشخصيات المثيرة للجدل، كنت اعتبر ان الأمر "نبذة"، ولكنني الآن يمكنني أن أقول بأنني مثير للجدل منذ ولادتي، ففي أسرتنا كان الأطفال الذكور عادة ما يتوفون وهم صغار، وهذا ما دفع أسرتي لأن تلبسني (حجل) في طقس أشبه بالسبر)، ويضيف: (لدي (حبوبتين) إحداهن ختمية، والأخرى صوفية من السمانية تنازعتا حول أمر تسميتي، فالختمية تصر على تسميتي هاشم، والأخرى تصر على تسميتي بعبد الرحيم تيمناً بـ(عبد الرحيم البرعي)، وعن والده يقول: (والدي ينتمي إلى بيت الختمية، وكان يحب الشعر ولديه فونوغراف في ذلك البيت الجالوصي، ذو الباب المصنوع من خشب السنط، وكانت تقام ليالي الأنس والغناء).
ويواصل هاشم في سرده لحياته ليقول:( بعد أحداث توريت نشر "إلياس محمد خير" قصيدة في إحدى الصحف، وكنت وقتها في السنة الثالثة من المرحلة الأولية، حفظت القصيدة لأن تلك الأحداث قد رويت أمامي، وهذا ما جعلها تحفر في عقلي الباطن مثل النقوش، وأصبح والدي يطلب مني قراءتها لضيوفه، كان في البدء يقول: "يا هاشم تعال أقرا ليهم القصيدة" ليتحول الأمر إلى "يا هاشم تعال أقرا ليهم قصيدتك"، لدرجة أنني صدقت أنها لي، وأخبرت بها مدرس اللغة العربية بعد أن أعجبه تعبير كتبته في أحد دروس الإنشاء)، ويضيف هاشم ساخراً: (لو كان هنالك انتشار لمفاهيم الملكية الفكرية كما نشهده في هذه الأيام لبعت بيتنا لتسديد فاتورة هذا الأمر).
ويواصل هاشم عن تلك البدايات قائلاً: ( بعد ذلك بدأت أكتب قصيدة على أحاكي فيها قصيدة إلياس محمد خير التي تتحدث عن توريت فكتبت شعر عامي ساذج).
ويقول كمال الجزولي أنّ مسألة الغربة تكررت كثيراً في شعر هاشم صديق حتى أن يجرِّب الغربة الفعليّة، وأن الغُربة نوعان، روحيّة وفيزيائية، وكثيرٌ من النُقاد تحدّث عن الوحي والإلهام وعن أنّ الشاعر يٌكرس نفسه في استجلاب صوّر وأخيلة فما رأي هاشم حول هذا الحديث.
وفي ردِّه على سؤال الجزولي يقول هاشم صديق:(ان المُبدع لا يستطيع أن يعقلن الأشياء بهذه الطريقة وبعد أن درس النقد، لا أبالغ لو قلت أن كل قصيدة هي تجربة تقبع في العقل الباطن، ويكون دور الشاعر أن يستجلب الصوّر والأخيلة التي يعبِّر بها عن تلك التجربة).
بعدها تساءل الجزولي قائلا: (البعض يطالبك ـ السؤال موجه لهاشم صديق ـ بأن تتحوّل إلى مراسل حربي بدلاً عن شاعر؛ الأمر الذي يجعل بعض نصوصك تتسم بالتقريرية والهتافيّة، فما رأيك)؟
وبدوره رد هاشم صديق قائلا: (حينما أتحدّث عن الحريّة فإني أطلبها ليس فقط من السُلطة بل من الشارع أيضاً، فأنا متنازع بين السلطة والشارع، فالشارع لا يُعطيك الفرصة لهضم التجارب وتحليلها والتأمل فيها، لأنّه يعتبر أنّك المعبِّر عن قضاياه وهمومه؛ لذا دائماً ما يطالبك بالنصوص الجديدة التي تتحدّث عن تلك الهموم).

مفاتيح ومفاهيم

مفاهيم
اللغة العربية كرأسمال رمزي:
إذا كانت اللغة الرسمية أو المشتركة هي اللغة الأم لمتحدثها، فهذا يعني بالضرورة امتياز لمتحدثها، ولا يتوفر هذا الامتياز للبقية الذين تكون اللغة المشتركة هي لغتهم الثانية..
وهنا يمكن أن نستدل بـ"التعداد السكاني" الذي يبين أن سكان دارفور يندرجون في الترتيب الثاني من حيث العدد داخل ولاية الخرطوم الخرطوم، ولكن إذا نظرنا إلي الإذاعة والتلفزيون نجدهم أقل من 1% فقط داخل هذه الوسائل. وإذا نظرنا إلي عموم سكان دارفور نجدهم يمثلون أكثر من 15% من سكان السودان، ولكننا لا نجد منهم 15% في الإذاعة والتلفزيون، ومرد ذلك يرجع إلي "اللكنة" في تلحين ومخارج الحروف العربية عند إنسان دارفور، فمثلا عندما يتخرج أبناء وبنات دارفور من جامعة أمدرمان الإسلامية مثلا، يظلوا "بلكناتهم" وعندما يذهبون للمعاينة سيجدون أمثال "محمد صالح فهمي"، وهذا الأخير إذا وجد بواقي (فتفاته) من عجمة سيعرفها، وبالضرورة ستخرج دارفور كلها من الباب الآخر، وهذا ماعنيته بالامتياز لمتحدثيها، فحروف العين والحاء لا توجد في دارفور وهذا ملاحظ عند بعض المغنين عندما يخرجون أو يلحنون الحاء تخرج كالهاء، وتخرج العين كالألف.

مفاتيح
التعريف الإختزالي للأدب:
كلمة أدب كتعريف عام تعني (أي مجموعة من الخطابات أو أشكال التعبير التي تشكل جسم متحد في موضوعه) فهذا يسمى أدب، وهي كمعنى عام تشمل مجالات متعددة، ولكن عندما ننظر لكلمة أدب بالمعنى المتداول علي سبيل المثال في السودان نجد الأدب العربي وهو ما يكتب باللغة العربية أو يكتبه العرب،كما نجد الأدب الأفريقي مع ملاحظة التعدد اللغوي والمناخي، أو نسمع أدب ما بعد الاستعمار، وهذا الأخير يشمل سرديات وشعر ونقد ودراسات، أي كل ما يتناول في موضوعه ما بعد الاستعمار..
وكلمة (الأدب) بالألف واللام تعني ان لها معنى محدد مرتبط بالإنتاج المتخيل سواء من فرد أو جماعة ويعبر عنه بشكل فني وهذا يشمل كافة السرديات (الحكاية ، الحكمة، القصة القصيرة، الطويلة، الرواية، الملحمة) وإذا نظرنا للأشكال الفنية الأخرى نجد الشعر، والشعر الغنائي، والرجز، والنصوص ذات الطابع المسرحي،... الخ، مما يندرج تحت الأدب. والأدب يمكن ان نصفه بأنه إنتاج الخيال الفردي أو الجماعي في قوالب فنية.
والقواميس تربط الأدب بما هو مكتوب، أما ما هو غير مكتوب فهو مستثنى بالضرورة، وهذا أفضى بدوره لإشكالات كثيرة في الفترة التي ظهرت فيها دراسات ما بعد الاستعمار، لأنه انعكس على شعوب بأكملها .. فمثلاً يقال ان أفريقيا ليس لديها تاريخ أو ليس لديها أدب لا لشيء سوى انه غير مكتوب..وهنالك مقولة شهيرة تقول: (عندما يموت شيخ أفريقي تموت مع جامعة أو مكتبة كاملة)، وبذلك مسألة الكتابة من عدمها لا تتحكم فيما يمكن تسميته بالأدب.. وإلا سندفن الجزء الأكبر من أدب البشرية بسبب تعريف قاصر أو اختزالي.
أبكر آدم إسماعيل
قدمت في ورقة فكرية بعنوان: (الإبداع الأدبي في السودان وإشكال اللغات)

الكنداكا.. مروية أم نراوية؟!

محمد إسماعيل
يُعتقد ان العنصر (الكوشي/ الحامي) هو أول من سكن سواحل البحر الأحمر، وذلك منذ أكثر من 10.000 سنة قبل الميلاد.
وقد واصلت أكثر هذه الجموع تقدمها إلى وادي النيل لتبني حضارة مصر الفرعونية الشهيرة، بينما استقرت مجموعات منها في أعالي النيل، وعرفت هذه الأصول باسم الشعوب النيلية، والى هذه الأصول تنتمي قومية "النرا" المجيدة التي ما تزال تعيش على تخوم الحدود الارترية السودانية (= الإقليم الغربي من ارتريا، وولاية كسلا بصورة أساسية).
حيث يتمركز النرا الآن في غرب ارتريا وكسلا والقضارف والنيل الأزرق.. وللنرا امتدادات واسعة في كل من جنوب السودان (مدينة جوبا)، وفي الدول الافريقية الأخرى مثل: تشاد، مالي، السنغال، النيجر، الكاميرون.
وقد عرف (النرا) عند غيرهم بسمي (الباريا)، واصل الكلمة هو (البارا) كما ينطق بها أهلها النرا أو الباري، وكما هو الحال عند الجنوبيين في جوبا.
فـ"البارا" أو الباري جنس من النرا أي عشيرة من عشائر النرا وهم "الهجر".
علماً بان قومية النرا تتكون من أربع عشائر كبيرة هي:
(المقريب، الهجر أو البارا، الكويتا، السانتورتا).
وقد أقام النرا حضارة زراعية عظيمة عرفت بحضارة الدجن أو حضارة حوض القاش؛ وكانت هذه الحضارة تشمل مساحات واسعة من ارتريا وشرق السودان وتتوزع فيها عدة ممالك صغيرة.
وقد عرف النرا لدى كتاب العصور الوسطى بالدوجونيين، نسبة إلى دجن كما عرفت هذه الحضارة عند الفراعنة وغيرهم من الشعوب بتنانتر (TA-NTER)؛ أي ارض الأرواح أو أرض الأجداد والأسلاف، وقد كان المصريون والنوبيون يعتقد بأنها ارض الإله وان أصلهم يرجع إليها.
والمؤكد تاريخياً ان النرا كانوا على صلة وطيدة بمصر الفرعونية، ولآماد طويلة وعلى علاقة جينية عرقية/ ثقافية/ اقتصادية/ سياسية مع الحضارة النوبية في كل من (نبتة – بناتيا) ومروي، لا سيما ان الدكتور (كلودي رالي) يعمل الآن على فك رموز اللغة المروية القديمة مستعيناً بلغة النرا المحكية.
ويقال ان النرا كان لهم دور في إسقاط (دولة علوة) المسيحية وقيام السلطنة الزرقاء في سنار.
وفي القرن السادس عشر الميلادي، في عهد الحكم الخديوي على مصر والسودان، وقف النرا في بداية الآمر في وجه الأتراك ودخلوا معهم في حروب طاحنة لاحتلالهم "كسلا"، ثم أصبحت منطقة التاكا وحوض الدجن –حوض القاش في غرب ارتريا؛ تشكل وحدة إدارة مديرية التاكا وعاصمتها كسلا، وقد ناصر النرا الأمام الأكبر احمد قرانج – أوقرا، في جهاده ضد الأحباش والبرتغاليين كما ناصرهم وشد من أزرهم.
كان النرا وعبر آلاف السنين في قلب الأحداث الكبرى التي كانت تعصف بالمنطقة كلها، وكانوا هم فوارسها وحكامها.
ولكن اليوم يكتنف تاريخ النرا الغشاوة والغموض والتعتيم نسبة لما حاق بهم من ظلم وتهميش وتجهيل واستهداف متعمد، فقد صارت جماعة النرا أشبه بشعب (الابرجينز) في استراليا أو بالهنود الحمر في أمريكا.
ومن الناحية اللغوية فان قومية النرا تنتمي إلى فرع اللغات الشمال شرق سودانية (North ran East Sudan)، وتختصر في NES)) وتعتبر المجموعة NES من أقدم المجموعات اللغوية في التاريخ البشري ومن المحتمل ان تكون سابقة على مجموعة الهندو أوروبية وعلي المجموعة السامية، وتنقسم إلى خمسة أفرع وفقاً للتقسيم الحديث للدكتور كلودي رالي وهي:
(النرا، المروية، النوبية، النياما او نيامغ ـ أفيتي، وأخيرا فرع التاما –مراريت).
وهذه المجموعة معروفة بانها تنتشر في منطقة الساحل الشرقي من أفريقيا الشمالية ابتداء من تشاد وحتى ارتريا، ولغات (الشمال شرق سودانية) هي فرع من أسرة مجموعة اللغات النيلو صحراوية العظيمة.
ربما لا يعرف كثير من القراء من غير المختصين والمهتمين من هم النرا؟ لذلك كان من الضرورة الآتيان بهذه المقدمة التعريفية التي ننتقل بها إلى موضوعنا وهو الكنداكا.
وهنا يجب أن نقول أن المقطع (كا) مع اشباع من حرف الكاف بالالف بنهاية الاسم والفعل في (لغة النرا) يُلحق للاستفهام والاستفسار والتعجبز.
فيقال مثلاً:
مني ـ كا (أليس كذلك؟)
محمد ـ كا (أهو محمد؟!)
أو –كا(أهذا انت).
كما يأتي (كا) في بداية الجملة لافادة معنى الملكية ويكون ايضاً اداة للنفي بمعنى لا وغيره.
ثم أن كا يعني: الجوهر، والذات، والروح، في لغة النرا، وفي مفهوم عقيدة النوبي الشمالي والمصري قديماً وقياساً على هيئة وصورة تركيب الجملة في لغة النرا فان اسماء بعض الملوك النوبيين؛ تجدها قد جاءت مبنية على صيغة الاستفهام والاستفسار، وقد تم ذلك باضافة المقطع كا الى اواخرها والاسماء هي:(تهراكا، تهرا ـ كا)، (شاباكا، شابا ـ كا)، (شاباتاكا، شاباتا ـ كا)، (كنداكا، كندا ـ كا).
وفينا ما ورد من أسماء للملوك نجد ان معنى تراكيب هذه الاسماء بالرجوع الى لغة النرا يكون كالآتي:
ـ تهراكا (أليس هو ترا) بالذات؟!
ـ شاباكا (أليس هو شابا) بالذات؟!
ـ شاباتاكا (أليس هو شاباتا) بالذات؟!
والجواب البديهي لهذه الاسئلة هو: نعم انه هو نفسه ا و انه هو بالذات .
وكنداكا أو (كندي ـ كا) أليس هي كندي بالذات، أي أليست هي أمك بالذات؟
والجواب نعم هي نفسها او انها هي امي بالذات.
واعتقد ان الغرض والهدف من اضافة المقطع –كا- الى اسماء هؤلاء الملوك هو التلميح والتحبب والتعظيم، وذلك حتى لا ننطق اسم الملك منهم حافياً من الاحترام والتبجيل كاسماء العامة وسواد البشر.
وسنتناول هنا في سرد حديثنا، اسم الملكة النوبية الاشهر كنداكا او كانداس في شئ من الشرح والتفصيل.. كونه المحور الذي يدور حوله المقال في الاساس.
ـ (كنداكة – كنداكا – كانداس- كنداسة)
ـ باب الكاف = كندر-كنس
والكنداكة (عامية سودانية)، وهي لقب الملكة الأم في مملكة مروي القديمة.
الملكة المحاربة (كاندس- كنداكا):
لقد حاربت الجيش الروماني الذي كان بقيادة "جايوس بترونيوس"، وقد فقدت احدى عينيها في هذه الحروب".
وكانداس التي كثيراً ما استعار الملكات السودانيات اسمها تيمناً بمقاومتها الباسلة التي جعلتها في مصاف (جان دارك) في فرنسا.
* انديت (اندي +ت) بزيادة حرف التاء في اللغة البجاوية تعني الأم.
*اللغة النوبية المصرية:
- يا اندي: يا امي.
- اندي : امي.
*(لغة النرا – لهجة مقريب):
-اندي – (امرأة)، وتُجمع على اندينا وهي (النساء – أو الأمهات)، و (اندي) هي أم.
- يا اندي (ايتها المرأة يا امرأة ايتها الأم)
- يا وندي - يا امي
- وندي – امي يا امي مع نداء مقدر.
-كاندي – امك
-تندي – امه
-كاندي- كا أليست هي امك بالذات؟ وهو اصل تسمية كنداكا – كنداكا كما ارى.
فالترجمة الحرفية لاسم الملكة المروية كنداكا او كندي- كا في لغة النرا لهجة معريب تعني (اليست هي امك بالذات؟
وان هذا الاسم (كنداكا كنداكة – يتكون من (ك+ اندي+ كآ).
- "ك"+ اندي كاندي (أمك).
- "كا" حرف الكاف بالألف المدودة، أداة استفهام واستفسار وتعجب كما وضح سلفا.
- وبذلك فان معني هذا الاسم : "ك"+ اندي+ كا" = كاندي –كا = كنداكا و كنداكة و هو: (أليست هي امك بالذات ؟! – كندي – كا) = كنداكا.

الصفحة الفولكلورية / عباس حاج الأمين

عادات
تنصيب البانج
بانج تعني في لغة الشلك: الشخص الذي يتولى مسؤولية الحفاظ على مجموعة او مجموعات عمرية واحدة او متقاربة من الرجال الذي يطلق عليهم الشلك اسم كال فهذا الشخص هو الذي يكون مسؤولاً عن رعاية مصالح هذا الجيل من منظور حربي ودفاعي ذلك لأنه في الغالب هو الذي يصدق على قيام الحرب بين بلده وبلد آخر وهو رجل كجور في المقام الأول يستخدم كجوره هذا لصالح جماعته.
ويعلن كل من يريد هذه المسؤولية لنفسه بالذهاب الى العراء (ميدان) ويصرخ بصوت عالٍ او يتخذ وسط الحشائش مكاناً للصراخ وقد يكون ذلك ليلاً او نهاراً، وبالطبع بسماع صوت الإنسان بهذه الصورة يسرع الرجال الى هناك بأدواتهم الحربية تحسباً لمواجهة اي خطر قد يوجد هناك وعندما يصل الناس اليه يجدونه ومعه الثور الذي يريد ان يكون لونه رمز المجموعة التي يريد تولي زعامتها.
ثم يعلن هذا الشخص على الملأ عزمه على القيادة، وانه هو الشخص المناسب دون غيره لشغل هذا المنصب وان عهده سيشهد انتصارات وانجازات جمة. وبعد ان يستمع الناس اليه فإذا كان هناك من يعارض عارضه، واذا لم يكن هناك معارض ذبح ثوره ليأكله الجيل الذي يريد قيادته. وقد يظهر بعد ذلك شخص آخر منافس فعليه أن يقوم بنفس الإجراءات والخطوات التي قام بها الأول. وتتوقف المنافسة على قوة ومقدرات الشخص في هذه الحالة من حيث الكجور والسر. وقد ينسحب الشخص او يموت اذا كان كجوره ضعيفاً لا يقوى أمام الآخر او يصاب بشلل او جنون.
ويتم إجراء التنصيب بعد ان يتم قبول الشخص بإلباسه سكسك وقماش ابيض ولاوو، ويربط ذنب البقرة على ساعده. وبعد ذلك يرفع ليحمل على الاكتاف ويجوبون به حول البلدة والبلاد الأخرى والجماعة تنشد اغاني الحرب والتحدي لهذه البلاد بحثاً عن الحرب، فإن استجاب أهلها لهذا الاستفزاز وقبلوا الحرب اشتعلت النيران؛ وان لم يقبلوا تعود الجماعة وتستمع الى الخطب الحماسية والنصائح التي تقدم لقائدها كأن يقولوا له الآن أصبحت مسؤولاً، حافظ على الشباب والرجال، كن مع الكجور لحمايتهم من العدوان الخارجي كما كان والدك يفعل. وفي الختام يلقي الرجل كلمته ويذهب الجميع او كما أشار مولانا جيمس الالا في كتابه التراث الشعبي لقبيلة الشلك.
()()()()()()()()()()()()()()
ثقافة مادية
السبحة
تسمى ايضاً المسبحة وهي من أدوات العبادة عموماً وأدوات الصوفية خصوصاً. وهي من لوازم الدراويش وتؤخض بدلاً عن العد بالأنامل كما يفعل الذين لا يحملون السبحة. وكان بعض متصوفة السودان يستعملون الحصا بدل السبحة عند التسبيح. والعد بالحصا قديم –كما يقول محمد ابراهيم ابو سليم ـ في كتابه ادوات الحكم والولاية في السودان – وقد عرفه العرب ومن الحصا جاء لفظ الإحصاء ومشتقاته حصا، يحصي، احصاء.. الخ وأصل السبحة من الهند وقد دخلت بلاد الاسلام وانتشرت بسرعة لانها تيسر التسبيح وتضبطه على نحو ما يريد المتعبدون. وتتكون السبحة العادية من99حبة وذلك بعددأسماء الله الحسنى وتتم الحبة الكبرى على شكل القبة المئة؛إلاأن هذه لاتعد في التسبيح،كما ان الفاصلتين بين الأثلاث لاتغدان وهناك السبحةالألفية التي تتكوون من ألف حبة. وقد
شاعت بين المتصوفة، ومن السبح الالفية سبحة بانقا الضرير اليعقوباب، والتي آلت الى حوزة محمد التوم بقرية السبيل غرب سنار. وحسب الاخبار المروية فان بانقا اول من ابتدع سبحة اللالوب ولذلك تسمى سبحة اللالوب عند كبار المشائج ببنت اب يعقوب على سبيل التغزل بها. وكانت سبحة بدوي ابو دليق سبحة قلادة فيها خمسين حبة وهذا بخلاف ان تكون السبحة بتسع وتسعين حبة كما هي العادة. وقيل "السبحة القلادة" هي التي يضعها المرء حول عنقه ولعلها من قلد وكون سبحته من خمسين حبة لأن هذا العدد يسهل التسبيح بالمئات والآلاف، ولاحظ ان السبحة الكبرى ألفية وكان ضيف الله بن محمد اذا مشى حمل سبحته في يده يصلي بها على الرسول، وعبد الرحمن بن اسيد كانت محفظته في خشمها سبحة الفية دقاقة اي صغيرة الحب (طبقات ود ضيف الله 383 والسبحة من ادوات الصوفية المهمة فشيخ السمانية القريبية عندما يجيز مرشداً يعطيه سبحة ضمن أشياء أخرى. والشيخ علي النيل عندما خلف ابنه الجنيد قال انه سيقعد في سجادته ويحمل سبحته بمعنى انه اكتمل في التلقي ويخلفه. وعندما سلك الشيخ دفع الله بن ابو ادريس العركي الشيخ حمد النحلان اعطاه سبحة ألفية. قال كتاب الطبقات فجاء – اي الشيخ دفع الله – فنزل عند الفقيه ننه وحمد اخوه فنزلوه في قطية قدامها راكوبة، فدخل عليه حمد بعد العشا وخرج منه بعد الفجر شايل سبحة هجليج ألفية.
وفي بعض بادية السودان يتخذها الرجال على وجه الزينة اصلاً ولكن بعضهم بالطبع يؤدي بها تعبده. والمسنات من النساء يعلقن السبح في الرقاب وبعضهن تلفها في يده اليسرى بعد اداء العبادة؛ لانهن لا يدبرن جيوباً في لباسهن وصغارهن يفعلن ذلك على وجه الزينة ويجملنها بالخيوط الجميلة. اما الرجال فيضعونها في الجيوب عادة والا فتعلق في الرقية. واهل هذا الزمان يفضلون السبح القصيرة بالثلث والثلثين وهؤلاء يضعونها في الجيوب حتى يحين وقت التسبيح؛ ولكن بعضهم يمسكها بيده وتلعب بها اناملهم على وجه الزينة واستكمالاً للوجاهة.
ويصنع السودانيون السبحة من مواد كثيرة منها اللالوب وهو شجرة الهجليج. ومن الابنوس الابيض والاسود وسن الفيل والخرتيت والبقس والكوك والزيتون والصندل واليسر واليسر بنات بحري يكثر في البحر الاحمر وهو اسود اللون ويوضع ايضاً في الجرتك وسن الفيل مكروه لأنه من فطيس.
ويجلب الكوك واللؤلؤ والمرجان والكهرمان وترابه من مصر ويصنع في السودان ويستجلب من الخارج اصناف وانواع كثيرة ومتفاوتة قيمة ويجلب الحجاج السبح والطواقي ايضاً فيهدونها للاصدقاء والاقارب.

()()()()()()()()()()()()()()
ألغاز جديدة
1- شدرة فيها اتناشر فرع، والفرع فيهو تلاتين ورقة- ديل شنو؟ من الغاز الشكرية.
2- عتودي ود حرام، ضبحتو الليلة باكر قام، ده شنو؟ من ألغاز الحوازمة.
3- عمتي بت عابدة في الجروف لابدة دي شنو؟ من ألغاز الرباطاب.
4- ابريق فضة في البحر اتوضأ ده شنو؟ من ألغاز الجعليين.
5- دخلت البحر عجوز ومرقت فتا ؟ دي شنو؟ من الغاز الشايقية.
()()()()()()()()()()()()()()
قصة شعبية
شويلة وشويل
كان في مرة وراجل, الراجل اسمو شويل والمره اسمها شويلة –قام عندهم اختاً ليهم اسمها فاطنة معرسنها، بعدين قالوا دايرين نزورها بعدين الوكت داك مافي طواحين قاموا قالوا نشيل العيش دا نقرشو ونوديهو ليها قاموا قرشوا العيش لامن وصلوا هناك بقي دود.
بعدين قامت اختهم شالتو ومشت كبتو في البحر بعدين الوليد الليلها قنب يبكي , بعدين شويلة قالتلها جيببيهو يمكن راسو بيوجعوا . بعدين قامت جابتلها شوكة طعنتبها راسو بعدين المخ مرق بعدين قالتلها عايني المرة مرقت وكت مات قالتلها : عايني حق هسع فاق.
بعدين قاموا قالولهم: امشوا اسوقوا البقرة البرة التعجبكم ويلا روحوا اهلكم بعدين يلا لقوا بقرة جربانة والزيت فوقها قالوا: دي سمينة حتى دهنها بنز بعدين قال لها: يلاكي نركب فوقها ركبو بعدين مشوا لي عند البحر شافوا ضلها في البحر قالها النمشي نضبح دي ونجي لي ديك ، مشوا ضبحوها وقطعوا اللحم وختوهو في الصينية وقفلوا بيتهم ومرقوا بعدين وكت مرقوا شافولن جلابة جعانين قالو لن اوعكم يا جلابة تشيلوا لحمنا ومفتاحنا خاتنو عند خشم الباب وبايلين فوقو.
بعدين قاموا مشوا يكوسو الواقود جوا الجلابة اكلوا وراحو نزلوا البحر بعدين وكت ديك حوا جابوا واقودن وجوا لقوا المصارين فوقن الضبان مشوا اشتكوا للقاضي قالولو: الضبان اكل لحمنا بعدين قام قالهم اي ضبانة تشوفوها اكتلوها شويلة شافتلها ضبانة فوق القاضي ضربتها رمت القاضي من الكرسي.
بعدين قاموا وكت جوا شويل قال لي شويلة: اللختلك المصارين فوق بطنك عشان اكتل الضبان. ختالها المصارين فوق بطنها وضربها قطعها النص. قنب سوي: الله الله لقيت لي شويلتين بعدين قام زرط . قال تزرط وشويلة ميتة!!؟ ضرب نفسو ومات براهو.
()()()()()()()()()()()()()()
غنا
خشم القربة اتجمع بعد قافاه
نيتو يماسي لخوخ التري البي نداه
الحر لي شيوم بت ناس فلانة شواه
الجري بي دواديب ام زنود حفاه
* * *
شوف ترس الامين وخرتو يا ابو حفافه
لي بلد امات عروض يا الليل عليك مسافة
اكان ما تبقى ايدك لي النقع قرافة
ما بتهجم دكة التاية ومعاها عفافة
* * *
انتفض بعد بانتلو سمعة وطاعة
السوق كرهه مولاقي له عندي شفاعه
عناق مدلق الصبي القمح شراعه
بتماسيها بي الفور في دقيقة وساعة
يوسف ود عب شبيش
()()()()()()()()()()()()()()

معتقد
الاقيليسا Agilissa
الاقيليسا او الاقيرساـ هو في تصور الازاندي روح شريرة تسكن في منابع النهيرات حيث تغلظ الاشجار وتكثف في الأماكن المهجورة البعيدة او تقيم على الاجزاء الصخرية البركانية التي تقع في وسط الغابة حيث لا يرتفع عليها نبات ولا يسكن حولها احد وهم يسمون تلك الاماكن مونقا.
والازاندي يحذرون من الاقتراب من تلك الاماكن في توغلهم في الغابة للصيد. وهم يعتقدون ان الاقيليسا تظهر في صورة انسان وتختطف الشخص المنفرد وتصيبه بالأذى فيدور حينئذ سادراً في الغابة في حالة شرود لا يعي شيئاً؛ حتى يفتقده اهله فيطلبوا البحث عنه فيجدوه متوحشاً لا يتعرف عليهم لما يكون قد اصابه من فقدان الذاكرة، ثم ينهنه ويعجز عن الكلام المتصل فلا يقوى عليه الا متقطعاً فاذا عاد به اهله حيث يعيشون ا جتنب الناس وركن الى العزلة فاذا غافلهم انفلت عائداً الى الغابة حيث يأكل الطين والديدان.
وفريسة الاقيليسا قد تتحسن حاله اذا عولج بترياق مضاد ولكن قلما يعود الى حالته الطبيعية ومع هذا فان بعض هؤلاء المصابين من ضربة الاقيليسا يعتبرهم الازاندي من اهل اللقانة Oracle وذلك لما يعرفون عن عالم الروح لعلاقتهم الحميمة مع الاقيليسا في الاحلام حيث يتلقون عنها الوحي عما استكن من حوادث الغيب.
ويظن ان الاقيليسا روح شريرة من ارواح السلف فهو اتورو ولكنها تتميز بانها تميل الى إلحاق الاذى بالأحياء.

()()()()()()()()()()()()()()

السرديات الشفاهية (1-3)
د. مصطفى محمد احمد الصاوي
-1-
انتج الوجدان الشعبي عبر الازمنة المختلفة: الاسطورة والملاحم والحكايات الشعبية، والسير الشعبية بجلالها الآسر وابطالها – نحاول في هذه الاطلالة الاسبوعية تبيان مدى الاهتمام بالموروث الحكائي في المدونات السودانية
دراسات
وفي هذا السياق نشير الى دارسة عز الدين اسماعيل، وعبد الله الطيب، وسيد حامد حريز، واحمد المعتصم الحاج، وابراهيم بخيت. يلاحظ الحقول المنهجية المختلفة لكل دراسة، فالاولى اتبعت المنهج البنائي والوظيفي، والثانية جمع فطري دون اعمال اساليب جمع واعادة كتابتها وان حاول الحفاظ على روح الحكاية لكن لم نلمح في الجمع واعادة الكتابة اي نظرة استعلائية او طبقية. اما بروف حريز فقد جمع الحكايات الشعبية لدى الجعليين وفق منهج علمي وباساليب الجمع التي اتفق عليها ودارت الدراسة في اطار نظرية التمازج الثقافي بين العربية والافريقية واحتوت اشارات قيمة للسيرة الهلالية.. وبحث د. احمد المعتصم في الملامح الافريقية في حكايات الرباطاب. واتجهت دارسة بخيت نحو التعليم والقيم التربوية الكامنة في الحكايات الشعبية.
-2-
من اشكاليات دراسة السرد الشفاهي اختلاط المصطلحات والمفاهيم بين انماطه من الاسطورة , الملحمة, الحكاية , النكتة الشعبية الخ, ان الاسطورة في ايجاز هي قصة مقدسة تحكي بطريقة سردية قصة ما لمعتقد ديني ومعطياته المعرفية والثقافية في المناطق التي لا تعرف الديانات السماوية. ولانها قصة يلعب الادب فيها دور البطولة (ملحمة قلقامش) بما تحتوى من آلهة وانصاف آلهة. اما الملحمة فهي قصة بطولية تمثل احلام الجماعة وكبرياءها القومي وتاريخها الشعبي ابان مرحلة التأسيس او التكوين القومي؛ لذلك فالبطل يحتفظ بطابعه البشرى مهما ساعدته القوى الخارقة ويبقى دائماً متصالحاً مع القدر.
-3-
اما الحكاية الشعبية فهي تعكس احلام الجماعة في حياتها اليومية وهمومها المعيشية؛ ولذلك فهي تتصف بالواقعية وبطلها الانسان العادي والبسيط وليس البطل النبيل او البطل الخارق كما يتبدى في الملاحم والاسطورة.
ان كل تلك النصوص المشار انفاً اليها تعتبر مصدراً مهماً من مصادر التاريخ لما فيه من انفتاح (تتم زيادات على النص تتوالد من افواه الرواه (انظر نظرية الصيغ الشفاهية ) وقد اولت البنيوية النص الشفاهي قيمة بنائية وشكلانية اثبت بهذا ان النص الشفاهي لم يعد وثيقة تاريخية او نفسية او اجتماعية بل هي وثيقة جمالية لها بنيتها الخاصة التي تشكل بنيتها الادبية.
()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()() ()()()()()()
حلول وشروح الالغاز السابقة
1- اللغز (شوف حبوبتي من شدتها شالت جدي في فقرتها) من الغاز الجعليين وحله هو الشعبة العمود الذي يرتكز عليه سقف البيت وتعرف في بعض المناطق بـ(الامينة) اي التي تؤمن البيت من السقوط والانيهار ورمز الى هذه الشعبية بالحبوبة المقتدرة.
2- اما اللغز (اربعة في الطين واربعة واقفين واربعة برطنو رطين) فهو من الغاز المسيرية وحله هو (البقرة) حيث ان الاربعة التي في الطين فهي الاظلاف والاربعة الواقفة هي الارجل والاربعة الراطنة فهي الضرع.
3- اما اللغز (راكوبتي في النقع بتهوزز ولا بتقع دي شنو؟) فهو من الغاز المسبعات وحله هو (سنام الجمل).
4- اما اللغز (جعرت ما بعرت) فهو من الغاز الحسانية اما حله فهو (الدلوكة).
5- اما اللغز (وقفت ولا طارت واتشتحت ولا بالت دي شنو؟) فهو من الغاز الحوازمة واما حله فهو (الراكوبة).

مسرح نيالا البحير .. خراب دام لسنوات والكل يبرر ويتهم الكل

تقرير: راشد عبد الوهاب
ربما لم يكن منظر ذلك المسرح يعكس شيئاً من الغرابة لأفراد ملتقى المشيش، ولا لجمهور مدينة نيالا المتابع للفعاليات التي تقام في المسرح، فقط لتعودهم عليه ومراقبتهم له منذ الثمانينات؛ لكن الزائر/ة للمسرح الذي يتبع لوزارة الثقافة ويقع بالقرب من نادي الكشافة، سيلحظ/تلحظ، أن المسرح لا يختلف كثيرا عن الصورة المحفورة في الذاكرة والتي تخص المسارح المدرسية ـ مكان مرتفع تحيط به مباني ـ ويسمى مجازاً مسرح، وما أن يجول الزائر/ة بنظره/ا في أرجاء خشبة المسرح، سرعان ما سينتابه/ا إحساس بالإشفاق على هؤلاء المسرحيين؛ وخاصة أنّ الميكرفونات موزعة على الأرض لعدم وجود حوامل أو خطاطيف تعلق عليها .. وهم يحاولون بقدر الإمكان تجنبها وعدم التعثر بها، كما يجب عليهم أن يقتربوا منها لتوصيل أصواتهم للجمهور، وبين الاقتراب والحذر يتشوه الفعل الدرامي _ حركة الممثل داخل المسرح _ الذي يتطلبه النص أو الشخصية.
وبدورها لن تنجو تعابير وجههم وانفعالاتهم وذلك حينما تضيع بسبب الإضاءة المشتتة بصورة عشوائية، وسترتعب وأنت تسمع صوت فرقعة أرضية المسرح المصنوعة من الخشب وهي تئن تحت أقدام الممثلين.
حتى الجمهور ليس بمنأى عن المعاناة المصاحبة للعرض، إلا أن معاناته لا تقتصر علي الإضاءة والصوت فقط، فقد وضع مسئولي المسرح عددا من الكراسي البلاستيكية والحديدية التي ستقسو بلا شك علي مؤخرات الحضور، فضلا عن أن المسرح يفتقر للعدد الكافي من دورات المياه.
عن تفاصيل هذه الأوضاع، تحدث إلينا، عثمان محمدين يور المسرحي والعضو المؤسس لملتقى المشيش بنيالا قائلاً: (لم يكن هنالك في بادئ الأمر أي مسرح، فقد كان المبني يستخدم للعروض السينمائية؛ وجاء تصميمه ليلاءم السينما وليس المسرح، ورغم أنه لم يكن مقنعا للعرض السينمائي فهو بالضرورة ليس مقنعا لأي عرض مسرحي، لذلك تصميمه لا يرضينا بأي حال، بالإضافة إلي أنه يفتقر للعديد من المواد والمعينات، ويحتاج لحل جذري لمشكلة الكهرباء والمياه التي غابت لفترة طويلة عن المسرح، وسيعرف أي زائر أو زائرة للمسرح أن يحتاج للصيانة، وكذلك تواجهنا مشاكل في الخدمات مثل الكراسي ودورات المياه). الأمر الذي أكده هيثم إبراهيم جلال الدين، المسرحي ومن المؤسسين لملتقى المشيش، وأضاف إليه قائلاً:( التصميم الحالي للمسرح في رأينا كمسرحيين لا يصلح لتقديم عرض درامي، وتشوبه العديد من الأخطاء، ولكنه على علاته يعتبر المتنفس الوحيد لنا كمجموعات، إذ لا توجد دور عرض غيره، الأمر الذي يجعلنا أشد حرصاً على صيانته وتأهيله، فالمسرح تنقصه العديد من الجوانب الفنية ومن بينها الستار والإضاءة والكواليس).
إلا أن الصادق علي أحمد مدير مسرح نيالا البحير ، له رأي آخر إذ يقول:(المسرح الآن بحالة جيدة فقط يحتاج للقليل من النظافة) ولكنه يعود ليقول: ( الكهرباء مقطوعة منذ فترة، وإلى الآن لم يتم إرجاعها لأن المسرح عليه مديونية كبيرة).
رغم ان الصادق لم يحدد لنا قيمة المبلغ إلا أنه أستدرك قائلا: (علينا أن ندفع شهرياً مبلغ وقدره 100 جنيه وبعدها ستعود الكهرباء)، وفي هذا الخصوص يقول مدير عام وزارة الثقافة، محمد صالح:( نحن قمنا بصيانة هذا المسرح في شهر مايو الماضي، وأعدنا بناء الأسوار المنهارة، أما عدم توفر الكهرباء والمياه، فهذه مشكلة عامة في مدينة نيالا، ونحن لدينا وابور إحتياطي للمسرح).
عرفنا في ملف (تعارف) الثقافي، من أعضاء بعض المجموعات، أنهم يقومون بدفع رسوم تسجيل، ويقومون بتجديد تسجيلهم سنوياً إلا أن تلك الرسوم لا تنعكس إليهم كخدمات، وفي ذلك تقول رئيسة جمعية أصدقاء الطفولة:(يجب أن تَطَّلِع الوزارة بدورها الذي يتمثل في دعم العمل الثقافي في الولاية، كما يجب أن تساعد هذه المجموعات في تطوير قدراتها، نحن كمجموعات مسجلين لدى الوزارة وندفع رسوم تبلغ حوالي 57 جنيه، ونقوم بتجديد تسجيلنا سنوياً، ونرى أن الرسوم التي ندفعها يجب أن تنعكس إلينا كخدمات). أما مدير عام وزارة الثقافة فقد قلل بدوره من شأن هذه الرسوم قائلاً:(عدد الجماعات المسجلة تقارب الخمسين جماعة، تقوم بدفع رسوم تسجيل سنوية رمزية تبلغ 57 جنيه، ومجمل ما نتحصله منها في السنة لا يتجاوز الـ"2500" جنيه، وهذه الرسوم لن تُحل أي من المشكلات المتعلقة بالمسرح)، ولكنه يعود ليؤكد أن هنالك خطوات رامية لتهيئة بيئة المسرح: ( لقد وعدنا الإتحاد العام الطلاب السودانيين، بتوفير 1000 كرسي، ووزير الرياضة الأسبق وعدنا بدوره بتوفير جهاز إلكتروني للصوت والضوء والستائر وحدد شهر مايو القادم موعدا للتسليم، أما الخدمات ودورات المياه فهذه تحل في إطار خطة لصيانة كل مرافق الوزارة، وهذه الخطة ستنفذ عبر وزارة التخطيط العمراني قسم المرافق الحكومية).
وفي معرض حديثه يقول عضو المشيش عثمان يور:(لدينا كملتقى المشيش، جهاز ساوند سيستم إستولت عليه الوزارة، وقامت بتخزينه فترة من الزمن وليس هنالك فني متخصص لتشغيله)، الأمر الذي أكده هيثم جلال الدين وأضاف قائلاً:( الساوند منحته منظمة المعونة الأمريكية لملتقى المشيش تثميناً لدور الملتقي في إنجاح أحد مشاريعها ـ مشاريع المعونة الأمريكية ـ داخل معسكرات النازحين، إلا أن الوزارة إستولت عليه، إذ أن المعونة الأمريكية قدمت لنا دعمها عبر الوزارة، وأحياناً عندما نتقدم بطلب لاستعارته، غير أنهم يرفض طلبنا وأحياناً تواجهنا بعض التعقيدات الإدارية)،
إلا أن مدير مسرح نيالا البحير (الصادق علي أحمد)، نفى بدوره هذا الأمر قائلاً:(الساوند هو نفسه الذي تبرعت به المعونة الأمريكية ولكنه "تابع للوزارة" وليس لجهة أخرى، فهنالك عدد من الفرق التي تؤدي نشاطاتها بهذا الساوند، والمسرح عموماً بنى لكافة أشكال العمل الثقافي في الولاية، وليس لجهة محددة، والتصديق للساوند يتم بسهولة وبدون تعقيدات)، وعن عدم توفر الفنيين يقول:(نحن كإدارة مسرح ليس لدينا فنيين مختصين لتشغيل الساوند، ولكننا طلبنا من الجماعات والفرق أن تختار "شابين" نقوم بتعينهم كفنين، ليبعثوا إلى لخرطوم لتلقي المزيد من التأهيل والتدريب غير أن الفرق والجماعات لم تهتم بطلبنا هذا)، وبخصوص جهاز الساوند سيستم يقول مدير عام وزارة الثقافة:( ليس لدي علم بهذه المعلومة، فمنذ أن قدمت للوزارة في العام 2009م، وجدت أن الساوند سيستم جزء من ممتلكات المسرح، وهذا الأخير يتبع للوزارة، ولم أسمع بتبعيته لأي منظمة أو جمعية، وإذا كان هنالك جهة تدعي أن الساوند يخصها دعها تأتي إلي غداً، وسأعطيه لهم إذا كان فعلاً ملك لهم، وأنا أقول هذا الكلام بمنتهى التجرد).
وفي جانب آخر يخص تصميم المسرح، الذي يصفه المختصين المسرحيين من أعضاء بعض الفرق بأنه غير صالح للعمل المسرحي، يقول مدير المسرح الصادق: (المسرح تمت إعادة بناءه في العام 2007على نفقة المنظمة الأمريكية، التي قدمت الدعم عن طريق الوزارة، وقامت بتنفيذ المشروع شركة "أولاد الطاهر" عن طريق عطاء، وتم عمل الخرطة عن طريق مهندس من وزارة التخطيط العمراني، ولكن هذه الخرط لم تراجع من قبل مختصين في المسرح)، وفي ذات السياق يقول عضو المشيش هيثم:( لقد قمت شخصياً بتقديم خرطة للوزارة إبان إعادة بناء المسرح في العام 2007 وتم رفضها من قبل الوزارة والشركة المنفذة للمشروع بدون أي مبررات)، الأمر الذي نفاه مدير المسرح الصادق قائلاً:(لم تصلنا أي خرط من أي جهة، بخلاف الخرطة التي تم تفيذها والتي تخص وزارة التخطيط العمراني)، وبدوره نفي مدير عام وزارة الثقافة عن علمه بموضوع الخرطة، وقال: (في العام 2007 لم أكن موجودا بوزارة الثقافة، وليس لدي ما أقوله بهذا الخصوص).
وفي الوقت الذي قال فيه بعض منسوبي الفرق والجماعات، أن مسرح البحير يعتبر ملاذهم الوحيد، ولا يوجد دور عرض غيره، الأمر الذي نفاه مدير عام وزارة الثقافة قائلاً:( بخلاف مسرح البحير، يوجد مسرح مركز الشباب الذي يتبع لوزارة الشباب، وكذلك مسرح جامعة نيالا، ومسرح قصر الضيافة، بالإضافة لبعض المسارح في بعض المدارس).
في الوقت الذي تؤدي فيه وزارات الثقافة في كل بقاع الدينا، أدوراً كبرى فيما يختص بالعمل الثقافي على مختلف مستوياته، إلا أننا نجد أن وزارة الثقافة في ولاية جنوب دارفور تقول على لسان مديرها العام انها مجرد جهة داعمة للثقافة وليست جهة منتجة لها، وعلى إثر هذا التصريح قد يبدي البعض قلقهم إذاء الأوضاع الثقافية في الولاية، وذلك للدور المتعاظم الذي تسهم به الثقافة _ بوصفها منظومة مركبة من الأديان واللغات والأزياء والعادات والتقاليد بالإضافة للآداب والفنون _ في إرساء دعامات قوية لأسس التعايش السلمي، ومفاهيم قبول الآخر، وحتى أحدث مفاهيم التنمية تتخذ من الثقافة ومن الإنسان حامل الثقافة موضوعة أساسية لتحقيق الأهداف التنموية، وحسب ما يرى عدد من المراقبين والمهتمين بولاية جنوب دارفور، وبالشأن الدارفوري بشكل عام، أن الولاية في أمس الحاجة لمثل هذا الأمر.

الرواية في السُودان .. أحجار تُعيق مسيرة التقدُّم

تقرير: هشام الطيب
قيل عن الروايّة أنّها "صوّرٌ"؛ إما أن تكُون جيّدةً، وإما أن تكون رديئة، وقد كان تاريخ الرواية في السُودان- و فق حديث الكثير من المُختصّين- مليءٌ بالصوّر التي قالوا أنّ من بينها ما هو جيّدٌ ومُتقنٌ بحرفيّة عاليّة، وكثيرٌ مما هو مُبهمٌ ورديء، و أشار الكثيرين بأنّ هنالك عواملٌ عديدة جعلت من مسيرة الروايّة ناجحةً في فتراتٍ معيّنة ورديئة تحتاجُ إلى تطويرٍ في أوقاتٍ كثيرة، وقد أجمع بعض المُختصّين والمهتمّين بأنّ المراحل التي مرّت بها الروايّة في السُودان مُنذ فترة نشؤها وإلى يومنا قد شهدت تحولاً كبيراً في فنونها تمثّل الظاهر منها مابين الواقعيّة السرديّة والواقعيّة السحريّة في نمط كتابتها؛ وبرزت في سبيل ذلك مدارس عديدة، ففي الواقعيّة كانت ملكة الدار محمّد عبد الله، في فترة بدايات السرد الروائي في السودان، والواقعية السحرية كان الطيب صالح وعيسى الحلو..وغيرهم من الروائيين الذين ساروا على نهج الواقعية السحريّة في الروايّة وعملوا على إضافة حس أدبي جمالي فيها.
"تاجُوج"، هي أوّل روايّة سودانيّة كتبها عثمان محمد هاشم، و صدرت في العام 1947م، ثم جاءت من بعدها روايّة "أنّهم بشر" لخليل عبد الله الحاج في1962م ثُم تواصلت مسيرة الإنتاج الروائي في السودان لتمُر بمراحل عديدة، وُصفت بدايتها بالرصانة والتجويد اللغوي، لكن قيل أن تقنيات الكتابة فيها قد كانت ضعيفة إلى حدٍ كبير، كما وُصِف المشهد الروائي اليوم بأنّه ضعيفٌ جداً وقيل أنّه بعيدٌ جداً من مصاف العالميّة.
مشاكل ومعيقات عديدة تواجه تطوّر الروايّة في السودان؛ فالذي يبحثُ عن الروايات في السُودان سيُلاحظ أنّ ثمة مُدة زمنيّة كبيرة تفصلُ بين تاريخ كتابة الرواية، وتاريخ نشرها، وقد أُرجع ذلك - بحسب إفادات المُختصين- إلى مشاكل النّشر المُعقدة في السودان، وافتقار الكاتب السوداني إلى طريق مُمهد لنشر إنتاجه، إضافةً إلى وجود تعقيدات من قبل الدولة في حركة النشر الثقافي، وترجع هذه الإشكاليّة إلى وقتٍ طويل، فعلى سبيل المثال نجد أنّ رواية "إنّهم بشر" للرائد خليل عبد الله الحاج قد صدرت في القاهرة عام 1960، في حين أنّها كُتبت في العام 1954م، وكل الروايات التي تُكتب في السودان تحتاج إلى وقت ليس بالقصير حتى تخرُج إلى القارئ.
حديثٌ ونقاشٌ طويل دار قبل وقت من الآن في جلسة أقامها مُنتدى السرد والنقد بالمجلس القومي لرعاية الثقافة والفنون، بعنوان: (تطوّر الروايّة في السُودان) شارك فيها عدداً من الروائيين والنقاد، من بينهم مصطفى الصاوي الذي تحدّث فيها عن معيقات الرواية في السُودان خاصّةً فيما يتعلق بالجانب النظري قائلاً: (لم تنجو الرواية السودانيّة من المعيقات التي يأتي في أولها ما يُمكن أن نسميّه الإشكاليات الشكلية، والتي يتمثل بعضها في عدد الصفحات؛ فهنالك روايات لا تتعدى صفحاتها الأربعين مثلاً، فضلاً عن أن هنالك قصوراً في اللغة التي تكتب بها؛ حيث تجد فيها أخطاء لغوية فادحة)، ويواصل الصاوي: (من الإشكاليات أيضاً عدم معرفة كاتب الرواية بما هو نظري، فهنالك كتب وروايات غير محكمة من حيث اللغة والترتيب والتناسق، باعتبار أن هنالك روايات تصدر وتجد اهتماماً من قبل القراء، وأخرى تموت سريعاً من دون أي اهتمام)، كما أبان الصاوي أن المؤسسات التعليمية تفتقر للمنهج الأدبي الروائي، وفي حديثه عن ما تفتقده الرواية في السودان قال: (ليست هنالك مؤسسات رسمية تهتم بأمر النشر أو تتبناه أو حتى التشجيع عليه، وهنالك عنف موجه ضد الرواية السودانية، ولكن ذلك لا ينفي أن هنالك بعض المنتديات تعمل على إعادة الوعي).
في حين يرى الكاتب محمّد المهدي البُشرى أنّ هنالك مشاكل ومعيقات أساسية تواجه الروايّة والكتابة الإبداعيّة بصورةٍ عامة في السودان، والتي من أبرزها الأزمة الحادة للنّشر ومؤسساته في السودان، إذ يقول:( وجُود تعقيدات على عمليّة نشر الأعمال الإبداعيّة في السودان ساهم بصورة كبيرة في عدم الارتقاء بالروايّة والأعمال الكتابية الإبداعية إلى مصافٍ عالميّة، وذلك الارتقاء والنهضة في الإبداع الكتابي لا يُمكن أن يكون ما لم يتم تسهيل عملية النشر ورفع أي قيود عنه من قبل الدولة) ويواصل البشرى قائلاً :( الدولة مثلاً لم تبدي أي اهتمام عملي تجاه تطوير الروايّة في السودان، بل ساهمت في خلق ركود في مسيرة الكتابة الإبداعيّة، ذلك بفرض قيودها ورقابتها الصارمة على النشر، وحتى تلك الرقابة نجدّها لا تستند على أسس فنيّة على الإطلاق، إنما على أسس مزاجيّة، فرواية عبد العزيز بركة ساكن التي صُودرت هي رواية فائزة بحائزة الطيّب صالح بمركز عبد الكريم ميرغني، وقد مُنحت اللقب من قبل أهل الاختصاص من النقاد والحُكام، لكن شاءت إرادة الدولة لمصادرتها وحجبها بتهمٌ عجيبة، وحالات الهجوم على الرواية عبر حجزها/ مصادرتها له أثراً سلبياً كبيراً في مسيرة تطور الرواية السودانية)، وأشار البُشرى إلى أنّ الدولة كان بإمكانها أن تعمل على تطوير الروايّة والنشر بصور تشجيعية كإقامة الجوائز والمسابقات التنافسيّة حول الأعمال الروائية، وغيرها من الأساليب التي من شأنها أن تسهم في تطوير ودعم الرواية السودانية، وواصل قائلاً:(بالإضافة إلي تقصير الدولة هنالك تقصيراً كبيراً من قبل اتحادات الكُتاب والمبدعين، إضافةً إلى تقصير الحركة النقديّة في السودان، فبوجود حركة نقديّة قويّة وفعالة يصبح بإمكاننا أن نُخرج أعمالاً روائية تجد مكانتها العالميّة).
غير أنّ أبّكر آدم إسماعيل يري أن أغلب النُقاد حينما يتحدّثون عن المشاكل التي تواجه الرواية في السودان يركُنون في العادة علي أكليشيهات بعينها مثل المطابع، الجوانب الفنيّة، وغيرها، وبدوره يرى أنّ هذه أحد المُشكلات إذا كان الحديث عن الرواية التي تُكتب بالعربيّة وليس الراوية السودانيّة، مبيناً انّه كلما جاء حديث عن "الأدب السُوداني" فهنالك انطباع بأن المقصُود هو كل ما كُتب بالعربية، لكن ما يُكتب بغير العربيّة سواء عند النُوبيين أو الأنقسنا فهذا ليس مضمناً في الذاكرة، حيث يقول: (ما تكتبه وتقوله الشخصية المعيارية صاحبة اللغة المشتركة في السودان، يسمى "بالأدب السوداني" أما الآخرين فلا محل لهم من الإعراب)، واستدرك قائلاً: (في القاهرة أقام منتدى الزيتون منتدى ضم بثينة خضر مكي، أم أحمد، نفيسة الشرقاوي وغيرهم وكان بعنوان "حول الأدب السوداني" ودار طرح المنتدى حول سؤال "يوجد في السودان شخصيات كالطيب صالح والفيتوري وتاج السر الحسن ولكن لماذا الأدب السوداني غير معروف أو لم يظهر للعالم.. فكانت إجابتي واضحة أنّ السُودان بلد مُتعدد الثقافات واللغات وغالبية شعب السودان تعتبر اللغة العربية لغة ثانية لهم، ولكي يتعلموها ليصبحوا أدباء فهذا يحتاج لزمن.. وهذا يؤدي بالضرورة للفاقد الإبداعي). وأضاف موضحاً في الورقة التي قدمها في منتدي (إيهاب طه) بعنوان"الإبداع الأدبي في السودان ومشكلة اللغة" قائلاً: (إذا جاء أحد الذين يواجهون مشكلة مع اللغة العربية، وقرر كتابة قصة أو شعر سيقرأ ويحفظ الإيقاعات في دواخله وبسبب الانفعالات والشارع، وغير ذلك وسيكتب القصة أو الشعر ولكن إذا حاول أحدكم أن يكتُب باللغة الانجليزيّة التي تُدرّس في المدارس. فبالضرورة لا تستطيع التعبير عن أحاسيسك؛ لأن تركيب الجمل يختلف حسب اللغة.. وإذا لم تكن متعمقاً فيها ستدخُل في مشاكل عديدة.. وأشكال التعبير يحتم على الفرد امتلاك البنيان النحوي للغة، وهذا الأخير يجعلُك ترتّب وتوضِّح أحاسيسك في الوعاء الذي يُسمي اللغة، وطالما أنّك لا تملك أدوات مفاتيح اللغة الانجليزيّة أو أي لغة مفروضة ستُصبح فاقد إبداعي).
نخرج من حديث أبّكر بأن الشخصيّة المعيارية حينما تتحدث عن "الإبداع السوداني" لا تستبطن في حديثها المجموعات الثقافية الأخرى (=غير المتحدثة بالعربية)، إذ يري أن أي حديث يذكر عن الأدب في السودان ولم يستصحب معه بما كتب بغير العربية، فهو حديث لا يُمثّل السُودان بل يمثل ما كتب باللغة العربية، إلي أن الإبداع السوداني (الرواية) لن تخرج مشكلتها طالما نحن نتحدث عن السودان مالم يفتح الباب أما الجميع للعطاء والمشاركة والمنافسة، وذلك بعد أن يتم الاعتراف بتلك اللغات، وتتاح لها الفرص لتعبر عن نفسها.
بهذا فقد أجمع الكثيرون بأنّ تطوير الروايّة في السُودان يرتبطُ ارتباطاً مباشراً بوضع حلولاً جذريّة لكافة الإشكاليّات التي واجهت مسيرتها خلال طيلة الفترة الماضيّة، والتي قالوا أنّ أهمهما ضرُورة التشجيع على الكتابة باللغات المحليّة، إضافةً إلى حل أزمة النّشر في السُودان عبر رفع أي قيُود عنه، وتسهيله بحيثُ لا يلجأ الكاتِب إلى دورِ نشرٍ في الخارج؛ بسبب رداءة وسوء عمليّة النّشر في السودان، ويرى البعض أن على مجموعات الكُتّاب والمبدعين بصورةٍ عامّة أن تضغط على الدولة في سبيل رفع ثقلها من النّشر في السودان.
هذا بالإضافةً إلى ضرورة تفعيل المُنتديات والجلسات الأدبيّة التي تُناقش تجارب وكتابات روائيّة لكُتّاب جُدد والتي من شأنها أن تعمل على دفع مسيرة الروايّة، قائلين أنّ كل ما يحتاجه الكاتب الشاب اليوم هو بعضاً من النقد الإيجابي الذي سيظهر أثره في على مسيرة تطور الرواية ويرتقي بها إلى مصافٍ عالميّة.

فعاليات اليوم العالمي للطفل الأفريقي..

بمسرح نيالا البحير
فعاليات اليوم العالمي للطفل الأفريقي..
نيالا:عبد الحفيظ عبد الله
بحضور مكثف لمنظمات المجتمع المدني، والمنظمات الإنسانية العاملة بدارفور، نظمت مجموعة أصدقاء الطفولة للآداب والفنون، ضمن احتفالها باليوم العالمي للطفل الأفريقي فعاليتين ثقافيتين، بالتعاون مع وزارة الرعاية الاجتماعية و مجلس رعاية الطفولة الولائي ومنظمة اليونيسيف.
جاءت الأمسية الأولى يوم الثلاثاء 24 أغسطس بمسرح نيالا البحير حاملة للعديد من الفقرات المتنوعة؛ من ضمنها لوحة استعراضية شكلها الأطفال.
كما قدم في الأمسية أيضاً مجموعة من الأغاني مثل أغنية المشردين من كلمات (أحمد عبد الرحيم) و ألحان (حسن ادم علي)، وأغنية (سيبو الدواس) كلمات و ألحان (أحمد عبد الرحيم)، وأغنية بالإنجليزية no more of deadكلمات وألحان (إبراهيم خليل ربك). كما شهدت الأمسية عرض لمسرحية بعنوان (الختان).
فيما تطرقت الفقرات إلي مجموعة من قضايا الطفل الأفريقي علي وجه العموم، وقضايا أطفال دارفور بصفة خاصة؛ مثل إشكالات العنف بنوعيه المادي والرمزي، وجاءت معظم الفقرات مؤكدة على ضرورة توفير الأمن والصحة والتعليم، ومعالجة الآثار النفسية والصحية للختان، بجانب إيواء المشردين ومساعدة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وطرحت الأمسية رسالتها الداعية إلي السلام من اجل بقاء ونماء الأطفال.
فيما شهدت الأمسية الثانية والتي أقيمت في يوم الأربعاء الماضي بمسرح نيالا البحير، عدد من الفقرات الغنائية والمسرحية والقراءات الشعرية، بالإضافة إلي الغناء الاستعراضي للتراث الدارفوري، كأغنية حال الغلابة من كلمات والحان (إبراهيم خليل ربك)، وأغنية شليل وأغنية فرح المدينة من كلمات (احمد عبد الرحيم) وألحان (حسن ادم علي)، بجانب قراءات شعرية قدمها (هيثم إبراهيم جلال الدين) و مسرحية العلاقات الاجتماعية (تأليف وإخراج جماعي)، حيث ناقشت المسرحية أسباب ظاهرة البطالة وآثارها الاجتماعية، والعنف المبني على النوع، كما حاولت طرح تصورات لبعض الحلول.
تجدر الإشارة إلي ان جميع الإبداعات مستلهمة من الواقع الثقافي والموروثات الاجتماعية المتنوعة والفولكلور الدارفوري، وتدعو في رسائلها إلى قبول الآخر والاحتفاء به، وتأكيد قيم التسامح والتعايش السلمي والحوار بين الثقافات المتعددة؛ وذلك من خلال الفنون كوسيط لنشر ثقافة السلام الاجتماعي.

ملكة جمال الملائكة تنفي دعمها الوحدة

ترجمة : أبو بكر المجذوب
نفت ملكة جمال الملائكة " مس ملائكة"، في جنوب السودان، (أتونق أجاك)، التقارير التي نشرتها إحدى صحف الخرطوم، زاعمة فيها أنّ أجاك تدعم وحدة السودان، وأنّها تشارك في حملة دعم الوحدة في الخرطوم؛ التي انطلقت في الأسبوع الماضي.. وكانت تلك التقارير قد أشارت إلى أنّ أجاك قدمت دعماً مالياً للحملة.
وعقدت أجاك مؤتمراً صحفياً في جوبا الأسبوع الماضي قالت فيه أنّ دورها الأساسي كملكة جمال يُحتِّم دعم المجموعات الضعيفة، كالأيتام، وأطفال الشوارع، والمشاركة في النشاطات الإنسانيّة.

قطارُ الشمالِ الأخِير.. مجمُوعةٌ قصصيّة للكاتب عادل أمين

إصداراتٌ سودانيّة:
قطارُ الشمالِ الأخِير.. مجمُوعةٌ قصصيّة للكاتب عادل أمين
صدر عن مركز عبّادي للدراسات و النّشر بصنعاء، كتاب قطار الشمال الأخير، للقاص عادل أمين، وهو عبارة عن مجموعة قصصيّة، كتبها القاص في فتراتٍ مختلفة، وقد ضم الكتاب عدداً من القصص القصيرة جاءت في 123 صفحة من القطع المتوسط، تحت عناوين (سر الرجل الذي تطارده الكلاب)، (صرخة ميتا)، (قطار الشمال الأخير)، (شوارع الخرطوم)، (معسكر اللاسلكي)، (الطاووس)، (عصام .… الخريج الذي فقد نفسه)، (النازحين يصعدون إلى السماء)، (الطيب والشرير والقبيح)، (حقل السمسم)، و(أطفال الزمن الآسن) القصّة الحاصلة على جائزة ناجي النعمان للأدب في العام 2008م، يُذكر أنّ الكاتب قد أصدر المجموعة بمناسبة مرور الذكرى السنوية لوفاة د.جون قرنق دي مبيور .

ضمن ليالي مونديال المحبّة ببيت الفنون

أمسيّةٌ ثقافيّة تجمعُ بين نُوبة الشمال ونُوبة الجبال
تعارف ثقافي
ضمن فعاليات مونديال المحبّة ببيت الفنون، بالخرطُوم بحري، أُقيم يوم الأحد الماضي أمسيةً مهرجانيّة جمعت النُوبيين من أهلِ الشمال والنُوبة من أهلِ الجبال، واحتوى برنامج الأُمسية علي عروضٍ غنائيّة ورقصٍ شعبي عكس ثقافات وإرث كلا المجموعتين، قدمته فرقة نجوم هيبان/ نجوم سودان، وفرقة بوهين للفنون الاستعراضيّة، كما تخلل البرنامج حوارات خفيفة حول علاقة المجموعتين، وحول الأعمال الغنائيّة والاستعراضية التي عُرضت، تحدّث فيها د. جمعة كندي معرفاً بفرقة نجوم هيبان/ نجوم السودان، وبالأعمال التي قدمتها قائلاً:( تحاول الفرقة أن تحافظ وتعيد نهضة ثقافة شعب النوبة بشكله الأصيل، ذلك عبر إدخال بعض الإضافات التي تجعلها ملائمة للوضع الراهن؛ ذلك عبر التجديد والمحافظة على ثقافات جبال النوبة) وعن عروض الفرقة الاستعراضيّة يقول د. جمعة:( تعمل الفرقة على التعبير عن مضامين جادة في ثقافة النوبة وهي تعبر عنها - في الغالب- بأنماط فرائحية، ويتمثل بعضاً منها في الجلسات الليلية التي تقام في عدد من مناطق الجبال حيث تتم فيها أشكالاً عديدة لممارسات اجتماعية من بينها الزواج.
وفي ختام حديثه شكر جمعة المؤسسات التي تعمل على تطوير الثقافات السودانيّة والتي قال عنها أنها عكست وعبّرت عن ثقافتهم وساهمت في ازدهارها بشكل كبير. وقال:( يمكن ملاحظة أنّ هنالك أجيالاً تعود أصولها لجبال النوبة لكنها لم تشاهد أو تزور مناطق الجبال، ونجد أنّ هذه الأجيال قد تعرفت على ثقافاتها من خلال مثل هذه العروض التي يتاح تقديمها في مؤسسات ثقافيّة كبيت الفنون؛ لذلك فهنالك دورٌ عظيم تلعبه تلك المؤسسات الثقافيّة في عكس الإرث الثقافي لشعب السودان).
كما تحدّث د. محمد جلال عن الأغاني التي قدمتها فرقة بوهين قائلاً أنّ الأغنيّة الأخيرة التي قدمتها الفرقة تتحدث عن الحُب والعواطف وقال أنّها من أجمل الأغاني النوبيّة، التي ألفها شاعرٌ نوبي قديم هو حسين ألالا، الذي يُعتبر من مؤسسي الأغنية النوبية الحديثة في الستينات، وعن فرقة بوهين قال أنّها تُمازج ما بين ثلاثة أجناس من الغناء النوبي، إيقاع الدليب، الإيقاع النوبي للسكوت والمحس، الذي يستند على الصفقة، إضافة إلى الغناء بالطار للحلفاويين وهي من خلال عروضها تحاول التوفيق ما بين الأصالة والمعاصرة.
وأختتم البرنامج بتوأمة فنيّة مابين فرقة نجوم السودان وفرقة بوهين عبر أدائهم لعمل غنائي يُنشد ضرورة احترام التنوّع الثقافي في السُودان.

في حفل تكريم القاضي إستفانوس جار النبي


 
كوكو: أندلعت الحرب في الجبال جراء التهميش الثقافي الذي ظل يمارسه المركز الإسلاموعروبي

 
فيلب: يجب ان تنتبه الجبال من خطر المركز.. وتابيتا لا تمثلنا لأنها مستلبة ثقافيا
وسط رقص وغناء الفرق الشعبية، احتفل مجلس مكوك العُمد والسلاطين والإدارات الأهلية لقبيلة المورو، بالقطاع الشمالي، بالخرطوم الجمعة الماضية، بمحلية كرري، بتكريم القاضي (إستفانوس جار النبي)، وشارك في الحفل عدد من الفرق الغنائية الشعبية، وبعض المجموعات المسرحية.

رصد: يعقوب سليمان



تحدث في الحفل القاضي ديفيد كوكو، مبينا أن المحتفي به (القاضي استفانوس جار النبي) احد القيادات البارزة في جبال النوبة، ووصفه بالقاضي الحكيم، مبينا أن استفانوس عمل قاضيا في الجهاز القضائي طيلة فترة الحرب التي نشبت في جبال النوبة، وأشار إلى أن الحرب قامت جراء التهميش الثقافي العرقي الذي مارسه المركز الإسلاموعروبي، حينما سخر آلياته لقهر سكان الجبال، مستخدما العنف ضد المجموعات المحلية بُغية تهجيرها؛ بهدف إعادة إنتاجها داخل حقل الثقافة العربية الإسلامية، أو ما يسمي بإعادة الإنتاج أو بوتقة الانصهار).

وقال: (وجد القاضي إستفانوس قبولا كبيرا وسط النوبة، لأنه كان يقف دائما مع العدل).

وعن أجواء التكريم التي صاحبت الحفل، قال: (هذا التكريم يذكرنا بالفترات العصيبة التي مرت بها الجبال وبالصعوبات التي ظلت تواجه النوبة؛ أو كل من طالتهم أيادي التهميش الثقافي العرقي/ الديني/ اللغوي)، وأوضح أن السودان يمر بمرحلة حرجة وحاسمة في تاريخه، وأشار بذلك للتعداد السكاني مشيرا للتباطؤ في إعلان نتيجته، وقال: (الهدف من التعداد أنه يفضي للدوائر الجغرافية، والتي علي أساسها يأتي البرلمان المنتخب والمناط به رعاية وتمثيل التنوع الثقافي والاثني والديني، ويحفظ لأهل الإقليم تراثهم الذي يريد الآخرون إزالته)، وأوضح أن جبال النوبة بها فولكلور جدير بأن يجد حظوظه داخل الإعلام نسبة لثرائه، فضلاً عن انه حق طبيعي لإنسان الولاية في ان يجد حضورا داخل المؤسسات الرسمية التي من شأنها أن تعرض وتوثق لهذا الفولكلور كما تعمل علي دعمه.

وحث كوكو المكُوك، رجال الدين والسلاطين للعمل الجاد الذي يمكن ان يساهم في حل مشاكل جبال النوبة.

وبدوره قال رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية، المطران بيتر البرش: (ان القاضي إستفانوس، أتسم بالحكمة، وكان قائدا، له كارزيما استطاع عبرها أن يوحد جبال النوبة وخاصة في القضايا محل الخلاف).



وتحدث في الحفل أيضا (فيلب عبد المسيح) أحد قيادات جبال النوبة، وبدوره أشار إلي ان المحتفي به قائلاً أنّه جديرٌ بهذا التكريم وهذا الرقص والغناء الشعبي؛ الذي يُعبِّر عن تراث وإبداع جبال النوبة، مبينا أن القاضي إستفانوس خدم أبناء النوبة، وخاصة انه ظل يشدد علي ضرورة الحفاظ علي تراث النوبة والاهتمام باللغة الأم، والعمل علي تطويرها، وقال فيلب: (دعا القاضي إستفانوس، اللجنة المركزية للمورو، بضرورة الاهتمام بالتراث ونشر اللغة معللاً بأنّ هنالك استقطاب ثقافي حاد من المركز الإسلاموعروبي، سُخر لإعادة إنتاج وقهر السكان الأصليين لجبال النوبة، وخاصة للذين يسكنون في الخرطوم).

وبدوره قال فيلب: (يجب ان تنتبه جبال النوبة من خطر المركز الإسلاموعروبي)، مبينا أن هيئة دعم الوحدة التي كانت في السابق هيئة لدعم البشير وجاءت الدكتورة تابيثا بطرس في لجنتها، لا تمثل جبال النوبة وكذلك تابيثا لا تمثل بأي حال جبال النوبة لأنها مستلبه ثقافيا تجاه المركز الإسلاموعروبي.

وفي كلمة القاضي إستفانوس جار النبي أشاد بالحضور المكثف لنساء النوبة في الاحتفال، وقال: (المرأة تحظي بحظ وحضور وافر في الإقليم، موضحا أنّ كلمة النوبة تعني الذهب والمرأة النوبية كانت ترتدي حذاء مصنوع من الذهب)، مبينا ان وجود النوبة لما تمتلكه من أرث ثقافي جدير بها ان تحافظ عليه وتعرضه؛ بُغية تحقيق التعارف الثقافي الذي من شأنه أن يحقق قبول الآخر.

وقال: (هنالك مؤشرات بأن تقوم مشاريع في الولاية من جهات ـ لم يسميها ـ تريد أن تطرد سكان الجبال الأصلين، وإحلال قبائل تنتمي للثقافة العربية)، ودعاء أبناء النوبة للعودة للإقليم، كما ناشدهم بالتمسك بمحاميلهم الثقافية والتحدث بلغتهم الأم في كل الأماكن التي يتواجدون فيها من أجل الحفاظ عليها من الانقراض، وقال: (ما نتحدث بها في الجبال هي لغة، وليست رطانة كما يسميها البعض، لأن الرطانة هي لغة الطيور أطلقها العرب الاستعمار الاستيطاني الذي يمثله العرب البدو الذين قدموا للسودان استخفاف باللغات السودانية الأصلية، وبالسكان الأصليين).

وفي ختام حديثه أشار إستفانوس إلي حالة الاستلاب الثقافي التي صاحبت البعض في الفترة الأخيرة، مبينا أنها مرض اجتماعي نفسي نتج من خلال تسخير الدولة ومجتمعها لمعايير وقيم باعتبارها الثوابت أو ما يجب أن يكون عليه الآخرين، وبالتالي أصبح كل من لا يمتلك تلك المعايير يحس بالدونية، ويلجأ لتبني معايير الآخرين، وأستدل بذلك باستخدام البنات للكريمات التي تعمل علي تفسيخ وتغيير لون البشرة، موضحا ان المركزالإسلاموعروبي عبر مخياله الاجتماعي ومؤسساته رسخ لمعايير جماليه بعينها، ومن بينها اللون الأبيض أو الأصفر، وأصبح من يمتلك هذا اللون يمتلك بالضرورة رأس مال رمزي يصنع له امتيازات داخل مجتمع المركزالإسلاموعروبي ومؤسساته، وأشار بحديثه لمقدمات البرامج في تلفزيون السودان الذي لا يعبر بالضرورة عن القومية السودانية علي حسب ما أتفق عليه معظم القوميات السودانية.

كما دعا أبناء النوبة إلي الرجوع لمناطقهم في الجبال والعمل من أجل التعليم ودعم قضايا المنطقة وقال: (يجب أن نحافظ علي الجبال من المتطفلين، الذين يريدون أن يجعلوا من سكانها مسخا مشوها عبر مسخ واستبدال محددات ثقافة إنسان الجبال مثل الأزياء والمعتقدات والآداب والفنون واللغات، ليحل محلها محددات الثقافة العربية الإسلامية وذلك لتحقيق مشروعهم العروبي الذي يعمل علي تذويب وقهر الثقافات في السودان).

الخميس، 26 أغسطس 2010

Isaac Asimov ايزاك آسموف بورتريه




Isaac Asimov ايزاك آسموف
كاتب وبروفسير في الكيمياء الحيوية، ولد في بيلاروسيا في يناير من العام 1920، هاجرت أسرته إلى أمريكا وهو في الثالثة من عمره، اشتهر برواياته في الخيال العلمي، نال العديد من الجوائز وسمي باسمه أحد البراكين بكوكب المريخ، توفى في العام 1992 بمدينة نيويورك.. من أشهر مؤلفاته (الآلهة نفسها) و(باعة الموت).
البورتريه من مدونة طلال الناير

المُثقّف الإلكترُوني.. هل له تأثير على المجتمع؟

تقرير: هشام الطيب
عبر مُحرِّك البحث "قوقل"، وما أن تكتُب كلمتَي "مُنتديات سودانيّة" و تضغط على زرِ الإدخَال حتى تتدفق أمامكَ أعداداً مهولة من الصّفحَات التي تحملُ أسماءً لمنتدياتٍ سودانيّة مختلفةً في اهتماماتها وتخصّصاتها، وبضغط زِر الإدخال على أي عنوان من تلك المُنتديّات ستجد نفسك تتجوّل داخل صفحات حواريّة مقسّمةً - في الغالب - من الداخِل إلى أقسام عديدة، وستجد أنّ الأكثر فاعليّة منها هي الأقسام السياسيّة، الثقافيّة، الرياضيّة، وما أن تدخُل إلى أحد تلك الأقسام حتى تجد أنه متخمٌ بالمواضيع والـ"بوستات" التي تَطرح في مضمونها قضايا وأفكاراً عديدة، بعناوين متداخلة؛ وستجد أنّ الحوار داخل "البوست" به كميّة ضخمة من التعليقات لأشخاص/ أعضاء/ مسجلين بالمنتدى الإلكتروني، فالكُل قد وجد مكاناً يطرح من خلاله أفكاره، رؤاه، مواضيعه، دون عناء، وبضغطة زر يمكنه أنّ ينشر آلافاً من المواضيع والأطروحات في شتى المجالات، لكن ثمة أسئلة كثيرة ستجول بذهنك وأن تقرأ في تلك المواضيع والتعليقات أولها: هل لهذا النقاش الإلكتروني فاعليّة مؤثرة ؟ وهل هؤلاء المثقفين الإلكترونيين قادرون على إدارةِ حوارٍ فعّال؟ وهل لهم القدرّة في التأثير بأطروحاتهم هذه على المجتمع؟ وكما مهولاً آخر من الأسئلة التي ستأتيك تباعاً.
فالمنتديات الإلكترونيّة التي يتواجد بها المُثقّف الإلكتروني المقصود هي عبارة عن مواقع تفاعليّة مجانيّة، مفتوحةً للجميع زوار شبكة الإنترنت، إذ يحصُل المشترك فيها على كلمة مرور واسم عضويّة، يختارها بنفسه، وبعدها تتاح له جميع خصائص المنتدى والتي تتمثل في إمكانيّة الحوار ومناقشة الأفكار المطروحة وإدراج المقالات بشكل مباشر.
والمتابع للساحة الإلكترونيّة في هذه الأيام يجد أنّ هذه المنتديّات قد أصبحت في ازديادٍ بصورةٍ كبيرة، يُصاحبها ازدياد في عدد أعضاءها، فعلى حسب موقع إحصائيات المواقع العالمي "أليكسا" نجد أنّ هنالك منتديات سودانية يبلُغ عدد أعضائها أكثر من عشرة ألف مشترك؛ الشيء الذي يقودنا لمعرفة ما إذا كان لتلك الأرقام الهائلة من الأعضاء تأثيراً على نطاقات المُجتمع.
سألنا عابد ضرار، مُدير منتدى إلكتروني على الإنترنت، عن ما إذا كان هنالك تأثير للمثقف الإلكتروني، وعن الكيفيّة التي يؤثر بها ذلك المُثقف على المُجتمع، فقال:( المُثقّف التفاعلي أو الإلكتروني يمكنه أن يصنع لنفسه قاعدة داخل الوسط الإلكتروني الذي يتواجد فيه، سواء كان ذلك في منتدى أو في صحيفة إلكترونيّة، أو غيرها من المنابر الإلكترونية الموجودة على الإنترنت؛ ومن خلال تلك القاعدة يستطيع أن يبثُ أفكاره ومشاريعه لمن هُم حوله، من قراء مثلاً أو مشاركين إلكترونيين، وبالتالي يمكنه أن يُصبح مؤثراً فيهم بالأطروحات وهذا التأثير يُصيب المجتمع بصورةٍ غير مباشرة) وأبان ضرار أنّ كثيراً من الأطروحات الإلكترونيّة قد كان لها تأثيراً كبيراً في قطاعات المجتمع، وقال:( على سبيل المثال، طُرحت في منتدى مُبدعون الإلكتروني عدداً من المُبادرات الإنسانيّة، والثقافيّة، وهي مبادرات صادرة من قبل مثقفون إلكترونيون وأصبحت هذه المبادرات واقعاً ملموساً أكثر من كونها أطروحة إلكترونيّة، وبالتالي فقد غطت جزءاً كبيراً من احتياجات قطاعات واسعة في المجتمع)، وواصل قائلاً:( يُمكن القول أنّ المثقفون الإلكترونيون أحياناً يكون تأثيرهم أكبر من مؤسسات مُناطٌ بها التأثير والتعبئة في المجتمع؛ فقبل وقت من الآن كان لأعضاء منبر سودانيز أونلاين تأثيراً كبيراً على الشارع السُوداني ذلك عندما قاموا بتعبئة جماهيرية واسعة جراء الاعتداء الأمني اللبناني على بعض أفراد الجالية السودانية هناك، وقد شملت تلك التعبئة شرائح واسعة من فئات المُجتمع، في حين عجزت الخارجية السودانية عن القيام بذلك، وهذا يوضح لنا أن للمثقفين الإلكترونيين في السودان تأثيراً فاعلاً على المُجتمع بقطاعاته المختلفة).
لكن لعاصم الحاج السّر، رأيٌ آخر حول تأثير المُثقّف الإلكتروني على المجتمع، إذ يقول:( للمثقف الإلكتروني تأثير، لكن ذلك التأثير نجده في الغالب تأثيراً لحظياً فقط، ولا يستمرُ لفتراتٍ طويلة؛ إنما يزول بزوال الحوار الإلكتروني في "البوست"؛ إذ يكتفي المُثقّف الإلكتروني بالتنظير وبإطلاق الكلمات و العبارات المثاليّة التي لا يجد صعوبة على الإطلاق في قولها ولكنه لا يستطيع أن يعمل ويُنفِّذ أجزاء صغيرة منها إلا ما ندَر في حالاتٍ قليلة؛ لذا فهوّ في الغالب غير مُؤثر بصورة كبيرة داخل المجتمع الواقعي، لكن ربما يمتد تأثيره داخل ذلك العالم الافتراضي بصورة كبيرة، وعدم التأثير ذلك نتج عن خاصيّة السمة التفاعلية في شخصية المثقف الإلكتروني السوداني التي نجدها في الغالب مجافيّةً للواقع الحياتي المُعاش) ويواصل الحاج قائلاً:( وكمثال لهذا الحديث يمكن النظر إلى عدد أعضاء المنابر الإلكترونيّة اليوم ستجد أنّ غالبيتهم سودانيّون مهاجرون في دولٍ بعيدة، بمعنى أنّهم بعيدون كُل البُعد عن ما يدور في السّاحة السّودانيّة، لذا فإنّهم يفترضون في أطروحاتهم الإلكترونيّة عن قضايا الوطن مثلاً افتراضات يصعُب أن تلامس حقيقة الذي يدور في السُودان) وأشار الحاج إلى أنّ طرح المثقف الإلكتروني السوداني على المنتديات الإلكترونيّة هو مجرّد ونسة ليس إلا قائلاً:( بعضاً من أولئك المثقفون الإلكترونيون السودانيون يشبعون نقصهم الحواري والفكري من من خلال الإنترنت، باعتباره نافذة مفتوحة للطرح، ثم يتبادلون النقاش بأسلوب غير جاد، دون أن تحسْ بفاعلية في الطرح، أما الآخر منهم فهم شريحة المهاجرين الذين يبحثون عن من مجتمع سوداني إلكتروني من أجل الونسة لا أكثر).
هذا فيما يرى بعض المهتمين أن ازدياد عدد المنتديات الإلكترونيّة السودانيّة من شأنه أن يؤدي إلى ضُعفٍ وتكرار في المادةِ المطرُوحة بها؛ كذلك يعمل على استهلاك المواضيع وإفقارها من قيمتها الحواريّة؛ ذلك من خلال المهاترات التي تدور بين الكثيرين داخل مواضيع تلك المنتديات، كما أنّ للبعض رأياً حول كثرة المنتديّات الإلكترونيّة قائلين أنّها قد تُصبح خصماً على المُثقفين في حال انجرافهم وراء الكم الهائل من السلبيات التي تدور في أروقتها، وهي بذلك ستفقد تأثيرها الذي وصفوه بأنّه – حتى الآن- لا يزال ضعيفاً جداً.

جلسة استماع لكورال مجموعة التنميّة

في منتدى التنميّة من الواقع الثقافي بالفاشر
جلسة استماع لكورال مجموعة التنميّة
الفاشر: عبد الرحمن آدم
ظلّ مركز مجموعة التنمية من الواقع الثقافي، يُداوم منذ العام 2002م في طرح عدداً من الفعاليات التي تأتي متنوِّعة من تراث وفولكلور ولايات دارفور، كما تناقش هموماً وقضايا ذات صلة بالشأن الثقافي عبر منتداه الأسبوعي الذي يُقام كل يوم أربعاء، حيث يطرح المركز في كل منتدى موضُوعاً جديداً، ويستضيف مختصّين لمناقشته، وقد عمل المنتدى خلال الفترة الماضية علي عكس فولكلور المنطقة الذي يتمثل في الغناء، والرقص الشعبي، والشعر الذي يُحكي عن إنسان دارفور وبيئته. كما يقدّم في المنتدى أوراق عمل عديدة في محاولة لوضع حلول للخروج من أزمة دارفور، والبعض الآخر منها يقدم لتطوير الأغنية ولتسخير التراث من أجل تحقيق السلام الاجتماعي.
عكف المركز خلال شهر رمضان على إقامة أمسيات ذات صلة بالآداب والفنون.
وقد كان من بين تلك الأمسيات جلسة خصصت للاستماع لكورال واوركسترا مجموعة التنمية، أقيمت في منتدى الأربعاء الماضي، في تمام الساعة العاشرة مساء بمقر مركز التنمية من الواقع بمدينة بالفاشر.
وقد حضرها مجموعة من الشعراء والمغنيين وطلاب وطالبات الجامعات، فضلا عن عضوية المركز والجمهور المشارك.
وقد عزفت الاوركسترا المكونة من أثنى عشر عازف، مقطوعة موسيقية وجدت تفاعلاً ً من قبل الحضور.
تحدّث لـ"تعارف ثقافي" محمّد أحمد عبد المولى، أحد مُغنيي الكُورال، قائلاً:( يتكون كورال المركز من مجموعة من المغنيين، ولدى الكورال إنتاجه الخاص من الأغنيات وتتميز أغنياتنا بمخاطبتها لقضايا وهموم مختلفة، بيد أن ما يُميز الكورال هو الأغاني التراثية، فضلاً عن أن لدينا عدد من الأعمال التي قام بكتابتها وتلحينها أعضاء بالكورال مثل أغنيّة قميره وهي من كلمات والحان معتز محمد موسى عازف الأورغ بالفرقة، كذلك أغنيّة "يا راقي" تأليف عبد الرحمن شرارة، و "أحزانى والآلام" التي جاءت من تأليف عايدة عبد القادر ومن تحلين فتحي عبد الرحمن.
التقينا داخل المركز بالملحنة والمغنية، إسراء ادم الحاج التي عرفنا منها أنها ناشطة بالمجموعة، فتحدّثت عن المركز قائلة: (ما يُحمد علي المركز هو عدم ممارسته للتمييز، فالتنافس هنا يتم علي أساس المقدرات لا النوع، وهذا لا ينفي أن هنالك شراكة تقوم علي الروح الجماعية للمجموعة، فالجندر حاضرا علي الدوام في هذا المركز، وبدوري هنالك مساحة لأبرهن فيها قدرتي على العطاء).
وأثناء تجوالنا في المركز قابلنا عبد الحميد عباس مدير مكتب التراث بمجموعة التنميّة، والذي قال بدوره لـ"تعارف":(منتدى الأربعاء يطرح قضايا مختلفة، ورمضان له خصوصيته في الفاشر، والمركز ظلّ يؤسس لعمل ثقافي بُغية التعريف بفولكلور المنطقة، والتوثيق له، ونحن نريد أن نُعرِّف السودانيين بثقافة دارفور، وهذا ما جعل المركز يُؤسس مكتب للتُراث، فالولاية بها ارث حضاري ضخم، وفي مكتب التراث نهتم باللهجات المحلية، والأمثال الشعبية، وأيضا كل ما يمكن أن يصنف ضمن الثقافة المادية، والمركز عمد علي الدوام علي عقد الجوديات للصلح).
وهنا يجب أن نشير إلي أن المركز لا يقل في مساهمته عن بقية المراكز الأخرى، بيد أنه يتميز بخصوصية المكان والتخصص

الجماعات الثقافية في الدمازين.. أحلام بالتغيير ووعود قيد الانتظار

لجماعات الثقافية في الدمازين
أحلام بالتغيير ووعود قيد الانتظار
تقرير: وفاء أحمد
ما أن تطأ أقدام الزائر/ة لمدينة الدمازين حاضرة ولاية النيل الأزرق، فهذا يعني أن هنالك حديثٌ ما سيُذكر عن مباني مركز مالك عقار الثقافي، فالسكان يرددونه دوما علي لسانهم؛ وخاصة إذ كان الحديث ذو صله بلفعاليات الثقافية أو بالمباني الفخمة، لن يجد الزائر/ة كثير عناء للوصول إليه، وربما قد يقابل الزائر بسخرية أو بدهشة حين يسأل عن مكانه، فالجميع بما فيهم الأطفال يعرفونه جيداً.
وما أن تدخل عبر بوابه المركز، ستجد أشجار المانجو والقشطة وأشجار الزينة حاضرة في استقبالك؛ أو لمشاهده الدهشة التي ترتسم علي وجهك، ستجد عدد من الصالات المهيئة، كتب علي إحداها (صالة لينا)، ستجدها منتصبة بعد أن أحتضن بداخلها مسرح المركز ونادي السينما، وفي الجانب الآخر من المركز ستقرأ لافتة كُتب عليها (مكتبه)، تأكد حينها أنها عامرة بالكتب، خاصة الأكاديمية منها، ستعرف أن هنالك مبالغاً باهظة صُرفت عليها، ولن يُراودك الشك بأن هنالك مجهود وعمل دؤوب بداخله.
أثناء التجوال داخل المركز، وقبل الخروج منه للتعرف على مدينة الدمازين، ستجد نفسك مطمئناً كزائر علي حال الثقافة في تلك المنطقة.. وربما تجزم بأن المناشط الثقافية والمبدعين في النيل الأزرق في أحسن حال، ستقول أن السكان والفرق الغنائية، والشعبية الراقصة، والمسرحيين، والشعراء، ...إلخ، يمتلكون كل الأدوات التي تمكنهم من ممارسة نشاطهم الثقافي، ستقول كل ذلك بشرط ألا تخرج من المركز!.
نحن هنا لا نجري أي مقارنات بين مركز مالك عقار، والمراكز أو الدور المتخيلة في رؤوس أفراد بعد أن عجزوا عن تحقيقها، نحن نتحدث عن انطباع يصاحب الفرد أثناء تجواله داخل مركز مالك عقار، ليصطدم باحتجاج وامتعاض بعيدا عن مقر المركز وبداخل الدمازين، نتحدث هنا عن بعض الجماعات والفرق المسرحية التي عجزت عن ممارسة نشاطها طالما أعجزتها بعض المؤسسات بلوائح تقيّيد نشاطها، وجدنا أغلبهم يفتقر لأبسط مقومات العمل ويشتكي من سوء الحال.
وبدورنا لم نشاهد في الدمازين أي مسرح مؤهل، ونستثني من الحديث مركز مالك عقار، ففي تجوالنا في المنطقة وجدنا مسرحاً واحداً داخل المُجمّع الثقافي؛ سميناه مسرح لأننا وجدنا السابقين في السودان يسمون أي مساحة مبنية من الطوب وترتفع ما يربو للمتر (تقل أو تزيد) يسمونها مسرح!، وما يدعوا للدهشة أن وزارة الثقافة والإعلام والسياحة، قد خُصص لها مكتب داخل المجمع الثقافي، وذلك لأن وزارة الثقافة ليس لديها أي مبني خاص بها، فقرر المجمع أن يستضيفهم إلي حين إنشاء أو يجاد مبني لهم، لم نعرف حينها من يشتكي لمن، أو مّن يشفق على من.
التقينا بوليد محمّد عوض رئيس فرقة الاصائل المسرحية، عرفنا منه أنه يمثل أو يُعبِر عن سبعة مجموعات أو فرق مسرحية بالدمازين، وذلك بعد أن شرعوا في تكوين إتحاد نقابي لهم كمسرحيين ودراميين، واتفقوا علي عقد جمعية عمومية بعد فراغهم من إعداد دستور ولوائح للمنبر النقابي الذي اتفقت عليه السبعة فرق.
يقول وليد لـ"تعارف": (قابلنا وزير الثقافة والإعلام والسياحة، وبدوره استقبلنا بصدرٍ رحب ولم يصدّنا، لكنه لم يقدم لنا سوى وعداً قطعه علينا بأن يدعمنا دعما معنويا، مبررا بأن هنالك عجز مالي بالولاية).
وليد تحدّث إلينا ممتعضا حين جاء الحديث عن الرسوم التي فرضتها عليهم الوزارة في حال التسجيل وهي "150" جنيه، والتي يقول عنها: (نعتبر هذه الرسوم معيقه لنا، وتحد من نشاطنا، وعلى الوزارة أن تراعي أنها حديثة العهد ونحن كفرق موجودين في الساحة قبل مجيئ وزارة الثقافة ومُسجلين بالمجمع الثقافي).
لم تقتصر مشاكلهم علي تلك الرسوم المفروضة عليهم، خاصة أننا علمنا منهم أن لديهم مستحقات قديمة لدي الإذاعة والتلفزيون لم يصرفوها، ولذلك قاطعو بدورهم.
عرفنا أن مطالبه مختلفة لكنها بسيطة وتتمثل المطالب في:(مسارح، ودعم مادي، والاعتراف بهم بأن يكون لهم منبر نقابي يمثلهم، وأن يمتلك وزير الثقافة حصانة من أي تغوّل سياسي) وتحقيقها يعني ضرور وجود عمل ثقافي.
مطالب مختلفة وهموم ظلت تُلاحق مبدعي النيل الأزرق، ومع مجيء وزير الثقافة وتشكيل حكومته، ظنّ البعض أن مجيئه خلاصاً لكل العوائق التي تواجه الجماعات الثقافية؛ وقد اتضح ذلك حينما كرّم المسرحيين واتحاد الكتّاب والشعراء... بالنيل الأزرق وزير الثقافة والإعلام والسياحة، وقالوا أنه "الرجل" المناسب في المكان المناسب، وأكد ممثل المبدعين في كلمته بأنهم احتفلوا بوزير الثقافة لأنه شخص مؤهل لهذا المنصب؛ ولإلمامه بثقافة المنطقة، ولديه اهتمامات بالآداب والفنون؛ مما يجعله مدركاً لهموم المبدعين والقضايا الثقافية، وحينها قدمت فرقة مسرحية عروضاً مشبعة برسائل موجهة للوزير، تُشير في مضمونها إلى أن المسارح غير مؤهلة وأن هنالك تهميش للمبدعين، غير أنّ الوزير قدم لهم بدوره وعداً بأنه سيجعل من الولاية قِبلة للأنظار، وأكد لهم أنّه يمتلك خططا وإستراتيجيات لتأهيل المسارح وتهيئة البيئة للمبدعين.
هي آمال ركنها مبدعي المنطقة علي وزير الثقافة، آملين أن تجد حضورا داخل أجندة اجتماعاته، أو أن تسع رحم خزانة وزارته ولادة خلاص المبدعين.
لم نكتفي بدورنا لما سمعناه من صديق النور بشير وزير الثقافة في التكريم الذي أقامه له المسرحيين واتحاد الكتّاب والشعراء بمسرح المجمع الثقافي، فقررنا أن نذهب إليه في مكتبه بالمُجمّع الثقافي، حاملين معنا أدواتنا الصحفية وهموم ومطالب المبدعين لنري ماذا هو فاعل.
وعن التهميش الذي ظل يُلاحق المبدعين، وأهمية حضورهم في العمل الثقافي داخل النيل الأزرق، يقول الوزير: (آن الأوان لقبيلة المبدعين في هذه الولاية بأنّ يشكلوا مع الأجهزة التشريعية والتنفيذية حضوراً في أروقة اتخاذ القرار للسمو بطموحاتهم لبلوغ المرام، فأهل الإبداع والفن والإنتاج الإعلامي ظلوا علي الرصيف ردحا من الزمان، وعلي الجهاز التنفيذي والسياسي التشريعي أن يضعوا في الحسبان قيمة الثقافة في المجتمع، وبدوري تقع علي عاتقي مهام يجب القيام بها، وخاصة أننا في الإقليم مطالبون بنشر التنوير والتبصير للمواطن البسيط في الريف، وأن يفهم بان هذه المرحلة مفصليه في تاريخ حياته، وفيها أن يتم التعايش السلمي بين شعوبنا وأمامنا التحدي بأن يدرك المواطن دوره في أن يوصل قضيته عبر المؤسسات الإعلامية المتاحة؛ خاصة أن لولاية النيل الأزرق خصوصية اتضحت في اتفاقية السلام، فالإقليم يتمتع بالعديد من ضروب الثقافة والفنون مما يجعله رائدا في إرساء دبلوماسية التعايش السلمي عبر الفنون والثقافة الشعبية).
ويضيف قائلا: ( نحن نريد مزيدا من الدعم المالي لتحريك كل الفعاليات علي المستوي المحلي والقومي وفي ذلك اعتراف بدور الفنون والثقافة، في تقويم مسار السياسة إلي براح أفضل، والآداب والفنون فهي مفاتيح حضارة الشعوب).
وعن المسارح التي أكد أغلب المسرحيين بأنها خربة ولا ترتقي بأن يصعد عليها أحدهم ليقدم عبرها رسالة من شأنها أن تغيِّر في المجتمع، يقول: (نحن بصدد إنتاج مسارح جديدة بالمنطقة، وعلي طراز نمط المسرح القومي، لنتمكن من تقديم الرسالة المسرحية الهادفة وفق رؤية علمية، ويقع علي عاتقنا مهمة إرسال الجماعات والاتيام الناشطة في مجال المسرح علهم يساهموا معنا في التوعية والإرشاد لكافة قضايا وهموم المجتمع).
عرفنا أن الفعاليات الثقافية (الأمسيات/ المهرجانات، ....الخ) التي كانت تقام في السابق في الولاية قد اختفت، وعن أسباب ذلك الاختفاء يقول: (غياب الرابطة والجمعيات المسجلة في المنطقة وراء غياب الأنشطة، وبالضرورة وجود المجموعات الناشطة في الساحة تجبر الجهات المسئولة لتلبية رغباتهم وقبول مشروعاتهم المدروسة).
أما عن المبلغ المالي الذي طُلب من الفرق المسرحية كرسوم للتسجيل يقول الوزير: (لا ينبغي أن يكون هذا المبلغ المالي الذي يسدد من أجل إنشاء الفرق وتسجيلها؛ مبررا للركوض، خاصة أنها رسوم زهيدة وضرورية حتى يشعر الشباب أنهم جزء من صناعة وتأسيس، يتكامل فيه الدور الوطني، بأن يتكفل الفرد بدور معين، والجهات الأخرى يكون دورها تكميلي فقط، ولذا فإن المكون المحلي لقيام مؤسسات التنمية ضرورة لامناص منها).
أطلعنَا الوزير بأنّ هنالك عوائق كثيرة قد واجهت المسرحيين والدراميين في تكوين إتحادهم، ذلك بعد فراغهم من إعداد دستور ولوائح للمنبر النقابي الذي اتفقوا عليه، ثُم سألناه عن ترتيبات تكوين الجميعات والهيئات النقابيّة في الوزارة فقال: (لا أحد يمنع قيام الجمعيات والاتحادات والهيئات النقابية شريطة أن يتم ذلك عبر القنوات والطُرق الصحيحة، ويكفي أن شباب الدراما وضعوا لوائح ودستور لكي ينظموا أعمالهم ويديروا أنشطتهم وفقا للرؤية العلمية والقانونية المُتعارف عليها عن طريق قيام الجمعية العمومية، وفتح باب العضوية، واستخراج اللائحة والدستور، وعرضها علي الجهات القانونية، واستخراج بطاقات العضوية، وإعداد الملفات الخاصة، والاهتمام وبموجبها أن تنتظم الاجتماعات الدورية، وحينها يكتسبوا الحصانة الشرعية، وسيجدون بالضرورة من يساندهم علي تحريك الدعامة المالية التي ستعينهم لبناء الدار وشراء الأصول اللازمة لتحريك أعمالهم، وكما تعلمون فهذه الوزارة جديدة بمسماها ـ وزارة الثقافة والإعلام والسياحة ـ وتحتاج إلي تأسيس للبنية التحتية، وبدورنا نمدّ أيدينا إلي الخيّرين والمؤسسات الداعمة ليساهموا معنا في تأسيس هذه الوزارة وإعادة ترميم المؤسسات اللاحقة والتابعة بها، في مجال الثقافة والإعلام والسياحة، ونأمل بأن تنطلق مسيرة الثقافة والفنون في هذه الولاية علي يد شبابها).
عرفنا لاحقا أنّ عدد من الفرق المسرحية من ضمنهم الأصائل قد اجتمعت بالوزير وناقشته عن عدم توفر الإمكانيات اللازمة لتمويل فعالياتها، وبدوره لم يُصدر وزير الثقافة أي مرسوم أو منشور بإعفاء أو إلغاء الرسوم المقررة، ولكنه وجّه مسجل الفرق المسرحية بإعفائها من تلك الرسوم، وذلك كمساهمة منه لتلك الفرق.
وبدوره عيين الوزير لجنة تسيرية لعقد جمعية عمومية، وذلك بعد عيد الفطر وتكفل الوزير بكافة المعينات اللازمة لقيامها.
هي خطوة أولى بادر بها الوزير لإيجاد الحلول للمشاكل التي ظلت تلاحق الجماعات الثقافيّة في النيل الأزرق، وكل ما أشار له الوزير في حديثه السابق يفهم منه رغبته في التغيير، لكن تبقى أوضاع الجماعات الثقافيّة التي شكت من تدهوّر أوضاعها والعراقيل التي توضع على طريقها، تبقى في انتظار وعود الوزير التي ظل يرددها، غير أنّ البعض أكّد مخاوفه بأنّ المسئول السوداني دائماً ما يطلق الوعود لكنه نادراً ما يوفي بها.