الأحد، 5 سبتمبر 2010

في حفل تكريم القاضي إستفانوس جار النبي


 
كوكو: أندلعت الحرب في الجبال جراء التهميش الثقافي الذي ظل يمارسه المركز الإسلاموعروبي

 
فيلب: يجب ان تنتبه الجبال من خطر المركز.. وتابيتا لا تمثلنا لأنها مستلبة ثقافيا
وسط رقص وغناء الفرق الشعبية، احتفل مجلس مكوك العُمد والسلاطين والإدارات الأهلية لقبيلة المورو، بالقطاع الشمالي، بالخرطوم الجمعة الماضية، بمحلية كرري، بتكريم القاضي (إستفانوس جار النبي)، وشارك في الحفل عدد من الفرق الغنائية الشعبية، وبعض المجموعات المسرحية.

رصد: يعقوب سليمان



تحدث في الحفل القاضي ديفيد كوكو، مبينا أن المحتفي به (القاضي استفانوس جار النبي) احد القيادات البارزة في جبال النوبة، ووصفه بالقاضي الحكيم، مبينا أن استفانوس عمل قاضيا في الجهاز القضائي طيلة فترة الحرب التي نشبت في جبال النوبة، وأشار إلى أن الحرب قامت جراء التهميش الثقافي العرقي الذي مارسه المركز الإسلاموعروبي، حينما سخر آلياته لقهر سكان الجبال، مستخدما العنف ضد المجموعات المحلية بُغية تهجيرها؛ بهدف إعادة إنتاجها داخل حقل الثقافة العربية الإسلامية، أو ما يسمي بإعادة الإنتاج أو بوتقة الانصهار).

وقال: (وجد القاضي إستفانوس قبولا كبيرا وسط النوبة، لأنه كان يقف دائما مع العدل).

وعن أجواء التكريم التي صاحبت الحفل، قال: (هذا التكريم يذكرنا بالفترات العصيبة التي مرت بها الجبال وبالصعوبات التي ظلت تواجه النوبة؛ أو كل من طالتهم أيادي التهميش الثقافي العرقي/ الديني/ اللغوي)، وأوضح أن السودان يمر بمرحلة حرجة وحاسمة في تاريخه، وأشار بذلك للتعداد السكاني مشيرا للتباطؤ في إعلان نتيجته، وقال: (الهدف من التعداد أنه يفضي للدوائر الجغرافية، والتي علي أساسها يأتي البرلمان المنتخب والمناط به رعاية وتمثيل التنوع الثقافي والاثني والديني، ويحفظ لأهل الإقليم تراثهم الذي يريد الآخرون إزالته)، وأوضح أن جبال النوبة بها فولكلور جدير بأن يجد حظوظه داخل الإعلام نسبة لثرائه، فضلاً عن انه حق طبيعي لإنسان الولاية في ان يجد حضورا داخل المؤسسات الرسمية التي من شأنها أن تعرض وتوثق لهذا الفولكلور كما تعمل علي دعمه.

وحث كوكو المكُوك، رجال الدين والسلاطين للعمل الجاد الذي يمكن ان يساهم في حل مشاكل جبال النوبة.

وبدوره قال رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية، المطران بيتر البرش: (ان القاضي إستفانوس، أتسم بالحكمة، وكان قائدا، له كارزيما استطاع عبرها أن يوحد جبال النوبة وخاصة في القضايا محل الخلاف).



وتحدث في الحفل أيضا (فيلب عبد المسيح) أحد قيادات جبال النوبة، وبدوره أشار إلي ان المحتفي به قائلاً أنّه جديرٌ بهذا التكريم وهذا الرقص والغناء الشعبي؛ الذي يُعبِّر عن تراث وإبداع جبال النوبة، مبينا أن القاضي إستفانوس خدم أبناء النوبة، وخاصة انه ظل يشدد علي ضرورة الحفاظ علي تراث النوبة والاهتمام باللغة الأم، والعمل علي تطويرها، وقال فيلب: (دعا القاضي إستفانوس، اللجنة المركزية للمورو، بضرورة الاهتمام بالتراث ونشر اللغة معللاً بأنّ هنالك استقطاب ثقافي حاد من المركز الإسلاموعروبي، سُخر لإعادة إنتاج وقهر السكان الأصليين لجبال النوبة، وخاصة للذين يسكنون في الخرطوم).

وبدوره قال فيلب: (يجب ان تنتبه جبال النوبة من خطر المركز الإسلاموعروبي)، مبينا أن هيئة دعم الوحدة التي كانت في السابق هيئة لدعم البشير وجاءت الدكتورة تابيثا بطرس في لجنتها، لا تمثل جبال النوبة وكذلك تابيثا لا تمثل بأي حال جبال النوبة لأنها مستلبه ثقافيا تجاه المركز الإسلاموعروبي.

وفي كلمة القاضي إستفانوس جار النبي أشاد بالحضور المكثف لنساء النوبة في الاحتفال، وقال: (المرأة تحظي بحظ وحضور وافر في الإقليم، موضحا أنّ كلمة النوبة تعني الذهب والمرأة النوبية كانت ترتدي حذاء مصنوع من الذهب)، مبينا ان وجود النوبة لما تمتلكه من أرث ثقافي جدير بها ان تحافظ عليه وتعرضه؛ بُغية تحقيق التعارف الثقافي الذي من شأنه أن يحقق قبول الآخر.

وقال: (هنالك مؤشرات بأن تقوم مشاريع في الولاية من جهات ـ لم يسميها ـ تريد أن تطرد سكان الجبال الأصلين، وإحلال قبائل تنتمي للثقافة العربية)، ودعاء أبناء النوبة للعودة للإقليم، كما ناشدهم بالتمسك بمحاميلهم الثقافية والتحدث بلغتهم الأم في كل الأماكن التي يتواجدون فيها من أجل الحفاظ عليها من الانقراض، وقال: (ما نتحدث بها في الجبال هي لغة، وليست رطانة كما يسميها البعض، لأن الرطانة هي لغة الطيور أطلقها العرب الاستعمار الاستيطاني الذي يمثله العرب البدو الذين قدموا للسودان استخفاف باللغات السودانية الأصلية، وبالسكان الأصليين).

وفي ختام حديثه أشار إستفانوس إلي حالة الاستلاب الثقافي التي صاحبت البعض في الفترة الأخيرة، مبينا أنها مرض اجتماعي نفسي نتج من خلال تسخير الدولة ومجتمعها لمعايير وقيم باعتبارها الثوابت أو ما يجب أن يكون عليه الآخرين، وبالتالي أصبح كل من لا يمتلك تلك المعايير يحس بالدونية، ويلجأ لتبني معايير الآخرين، وأستدل بذلك باستخدام البنات للكريمات التي تعمل علي تفسيخ وتغيير لون البشرة، موضحا ان المركزالإسلاموعروبي عبر مخياله الاجتماعي ومؤسساته رسخ لمعايير جماليه بعينها، ومن بينها اللون الأبيض أو الأصفر، وأصبح من يمتلك هذا اللون يمتلك بالضرورة رأس مال رمزي يصنع له امتيازات داخل مجتمع المركزالإسلاموعروبي ومؤسساته، وأشار بحديثه لمقدمات البرامج في تلفزيون السودان الذي لا يعبر بالضرورة عن القومية السودانية علي حسب ما أتفق عليه معظم القوميات السودانية.

كما دعا أبناء النوبة إلي الرجوع لمناطقهم في الجبال والعمل من أجل التعليم ودعم قضايا المنطقة وقال: (يجب أن نحافظ علي الجبال من المتطفلين، الذين يريدون أن يجعلوا من سكانها مسخا مشوها عبر مسخ واستبدال محددات ثقافة إنسان الجبال مثل الأزياء والمعتقدات والآداب والفنون واللغات، ليحل محلها محددات الثقافة العربية الإسلامية وذلك لتحقيق مشروعهم العروبي الذي يعمل علي تذويب وقهر الثقافات في السودان).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق