الأحد، 5 سبتمبر 2010

مفاتيح ومفاهيم

مفاهيم
اللغة العربية كرأسمال رمزي:
إذا كانت اللغة الرسمية أو المشتركة هي اللغة الأم لمتحدثها، فهذا يعني بالضرورة امتياز لمتحدثها، ولا يتوفر هذا الامتياز للبقية الذين تكون اللغة المشتركة هي لغتهم الثانية..
وهنا يمكن أن نستدل بـ"التعداد السكاني" الذي يبين أن سكان دارفور يندرجون في الترتيب الثاني من حيث العدد داخل ولاية الخرطوم الخرطوم، ولكن إذا نظرنا إلي الإذاعة والتلفزيون نجدهم أقل من 1% فقط داخل هذه الوسائل. وإذا نظرنا إلي عموم سكان دارفور نجدهم يمثلون أكثر من 15% من سكان السودان، ولكننا لا نجد منهم 15% في الإذاعة والتلفزيون، ومرد ذلك يرجع إلي "اللكنة" في تلحين ومخارج الحروف العربية عند إنسان دارفور، فمثلا عندما يتخرج أبناء وبنات دارفور من جامعة أمدرمان الإسلامية مثلا، يظلوا "بلكناتهم" وعندما يذهبون للمعاينة سيجدون أمثال "محمد صالح فهمي"، وهذا الأخير إذا وجد بواقي (فتفاته) من عجمة سيعرفها، وبالضرورة ستخرج دارفور كلها من الباب الآخر، وهذا ماعنيته بالامتياز لمتحدثيها، فحروف العين والحاء لا توجد في دارفور وهذا ملاحظ عند بعض المغنين عندما يخرجون أو يلحنون الحاء تخرج كالهاء، وتخرج العين كالألف.

مفاتيح
التعريف الإختزالي للأدب:
كلمة أدب كتعريف عام تعني (أي مجموعة من الخطابات أو أشكال التعبير التي تشكل جسم متحد في موضوعه) فهذا يسمى أدب، وهي كمعنى عام تشمل مجالات متعددة، ولكن عندما ننظر لكلمة أدب بالمعنى المتداول علي سبيل المثال في السودان نجد الأدب العربي وهو ما يكتب باللغة العربية أو يكتبه العرب،كما نجد الأدب الأفريقي مع ملاحظة التعدد اللغوي والمناخي، أو نسمع أدب ما بعد الاستعمار، وهذا الأخير يشمل سرديات وشعر ونقد ودراسات، أي كل ما يتناول في موضوعه ما بعد الاستعمار..
وكلمة (الأدب) بالألف واللام تعني ان لها معنى محدد مرتبط بالإنتاج المتخيل سواء من فرد أو جماعة ويعبر عنه بشكل فني وهذا يشمل كافة السرديات (الحكاية ، الحكمة، القصة القصيرة، الطويلة، الرواية، الملحمة) وإذا نظرنا للأشكال الفنية الأخرى نجد الشعر، والشعر الغنائي، والرجز، والنصوص ذات الطابع المسرحي،... الخ، مما يندرج تحت الأدب. والأدب يمكن ان نصفه بأنه إنتاج الخيال الفردي أو الجماعي في قوالب فنية.
والقواميس تربط الأدب بما هو مكتوب، أما ما هو غير مكتوب فهو مستثنى بالضرورة، وهذا أفضى بدوره لإشكالات كثيرة في الفترة التي ظهرت فيها دراسات ما بعد الاستعمار، لأنه انعكس على شعوب بأكملها .. فمثلاً يقال ان أفريقيا ليس لديها تاريخ أو ليس لديها أدب لا لشيء سوى انه غير مكتوب..وهنالك مقولة شهيرة تقول: (عندما يموت شيخ أفريقي تموت مع جامعة أو مكتبة كاملة)، وبذلك مسألة الكتابة من عدمها لا تتحكم فيما يمكن تسميته بالأدب.. وإلا سندفن الجزء الأكبر من أدب البشرية بسبب تعريف قاصر أو اختزالي.
أبكر آدم إسماعيل
قدمت في ورقة فكرية بعنوان: (الإبداع الأدبي في السودان وإشكال اللغات)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق