الأحد، 5 سبتمبر 2010

هاشم صديق يحكي عن أسرته وتجربته مع نصوصه الشعرية

في جلسة المؤانسة بمركز الخاتم عدلان
هاشم صديق يحكي عن أسرته وتجربته مع نصوصه الشعرية
رصد: راشد عبد الوهاب
في أمسية الاثنين الثالث والعشرون من أغسطس الجاري، أقام مركز الخاتم عدلان للاستنارة والتنمية البشرية، جلسة مؤانسة أستضاف فيها الشاعر هاشم صديق، وقدم الأمسية الشاعر كمال الجزولي.
بدأ مقدم الأمسية، كمال الجزولي حديثه، معرفا عن فكرة المؤانسة، وأبان أنها تقوم على عدد من الأسئلة، من نوع الأُنس الخفيف، دون أن تفقد الفكرة المراد توصيلها شيء من رصانتها، ويضيف: (سنحاول أن نستنطق هاشم صديق، في جوانب فكرية وشخصية من تكوينه، مشيراً إلى ان هاشم لديه عدد من النصوص الشعرية الرصينة المكتوبة بما أسماها كمال الجزولي عربي أمدرمان، المنتشر بحسب وصفه في الوسط والشمال النيلي، ويرى كمال أن هاشم تأثر كثيراً بوالده وبالبيئة التي نشأ فيها، وذكّر كمال الحضور بأن هاشم اسمه أصلاً عبد الرحيم وطلب منه توضيح هذا الأمر.
ابتدر هاشم حديثه قائلاً: (سُئلت سابقا في مقابلة تلفزيونية، وقيل لي أنني من الشخصيات المثيرة للجدل، كنت اعتبر ان الأمر "نبذة"، ولكنني الآن يمكنني أن أقول بأنني مثير للجدل منذ ولادتي، ففي أسرتنا كان الأطفال الذكور عادة ما يتوفون وهم صغار، وهذا ما دفع أسرتي لأن تلبسني (حجل) في طقس أشبه بالسبر)، ويضيف: (لدي (حبوبتين) إحداهن ختمية، والأخرى صوفية من السمانية تنازعتا حول أمر تسميتي، فالختمية تصر على تسميتي هاشم، والأخرى تصر على تسميتي بعبد الرحيم تيمناً بـ(عبد الرحيم البرعي)، وعن والده يقول: (والدي ينتمي إلى بيت الختمية، وكان يحب الشعر ولديه فونوغراف في ذلك البيت الجالوصي، ذو الباب المصنوع من خشب السنط، وكانت تقام ليالي الأنس والغناء).
ويواصل هاشم في سرده لحياته ليقول:( بعد أحداث توريت نشر "إلياس محمد خير" قصيدة في إحدى الصحف، وكنت وقتها في السنة الثالثة من المرحلة الأولية، حفظت القصيدة لأن تلك الأحداث قد رويت أمامي، وهذا ما جعلها تحفر في عقلي الباطن مثل النقوش، وأصبح والدي يطلب مني قراءتها لضيوفه، كان في البدء يقول: "يا هاشم تعال أقرا ليهم القصيدة" ليتحول الأمر إلى "يا هاشم تعال أقرا ليهم قصيدتك"، لدرجة أنني صدقت أنها لي، وأخبرت بها مدرس اللغة العربية بعد أن أعجبه تعبير كتبته في أحد دروس الإنشاء)، ويضيف هاشم ساخراً: (لو كان هنالك انتشار لمفاهيم الملكية الفكرية كما نشهده في هذه الأيام لبعت بيتنا لتسديد فاتورة هذا الأمر).
ويواصل هاشم عن تلك البدايات قائلاً: ( بعد ذلك بدأت أكتب قصيدة على أحاكي فيها قصيدة إلياس محمد خير التي تتحدث عن توريت فكتبت شعر عامي ساذج).
ويقول كمال الجزولي أنّ مسألة الغربة تكررت كثيراً في شعر هاشم صديق حتى أن يجرِّب الغربة الفعليّة، وأن الغُربة نوعان، روحيّة وفيزيائية، وكثيرٌ من النُقاد تحدّث عن الوحي والإلهام وعن أنّ الشاعر يٌكرس نفسه في استجلاب صوّر وأخيلة فما رأي هاشم حول هذا الحديث.
وفي ردِّه على سؤال الجزولي يقول هاشم صديق:(ان المُبدع لا يستطيع أن يعقلن الأشياء بهذه الطريقة وبعد أن درس النقد، لا أبالغ لو قلت أن كل قصيدة هي تجربة تقبع في العقل الباطن، ويكون دور الشاعر أن يستجلب الصوّر والأخيلة التي يعبِّر بها عن تلك التجربة).
بعدها تساءل الجزولي قائلا: (البعض يطالبك ـ السؤال موجه لهاشم صديق ـ بأن تتحوّل إلى مراسل حربي بدلاً عن شاعر؛ الأمر الذي يجعل بعض نصوصك تتسم بالتقريرية والهتافيّة، فما رأيك)؟
وبدوره رد هاشم صديق قائلا: (حينما أتحدّث عن الحريّة فإني أطلبها ليس فقط من السُلطة بل من الشارع أيضاً، فأنا متنازع بين السلطة والشارع، فالشارع لا يُعطيك الفرصة لهضم التجارب وتحليلها والتأمل فيها، لأنّه يعتبر أنّك المعبِّر عن قضاياه وهمومه؛ لذا دائماً ما يطالبك بالنصوص الجديدة التي تتحدّث عن تلك الهموم).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق